مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: حرب غزة انتهت.. إسرائيل بلا أمان!

أكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أن حرب غزة لم تعد تحقق أهداف حماية أمن إسرائيل، بل أصبحت تزيد من عزلتها الدولية وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، شدد سوليفان على ضرورة تقديم عرض جريء من قبل القادة الإسرائيليين يشمل إعادة جميع المختطفين، أحياء وأموات، مقابل إنهاء الحرب نهائياً. كما دعا إلى تسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مدعومة إقليمياً ودولياً.
استمرار القتال.. حرب بلا نهاية على حساب المدنيين
أوضح سوليفان أن استمرار العمليات العسكرية غير مبرر، ويؤدي إلى حرب لا نهاية لها مع ثمن بشري كبير تدفعه الشعوب المدنية، مشيرًا إلى أن “المسؤولية الإنسانية تقع على إسرائيل، ويجب ضمان وصول المساعدات فورًا”.
وأضاف: “عندما انهارت هدنة الحرب الأخيرة وتجددت المعارك، توقفت المفاوضات. واليوم، أتوجه إلى الشعب الإسرائيلي الذي يعاني ويتعرض لانتقادات دولية متزايدة، والذي أغلبيته الساحقة تريد إنهاء الحرب”.
قصة إنسانية وراء كل مختطف
كشف سوليفان عن تجربته الشخصية مع ملف المختطفين الأمريكيين المحتجزين لدى حماس، مشيراً إلى أنه كان يحمل صورهم على مكتبه في البيت الأبيض وعرف قصصهم وعائلاتهم عن قرب. وقال: “شجاعهم كان ملهماً رغم الألم والغضب الذي لا مفر منه”.
وأضاف: “مر أكثر من 600 يوم منذ مجزرة 7 أكتوبر، والحزن ما زال يعم ضحايا الحرب والمختطفين وعائلاتهم، وكذلك المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا أو عانوا في غزة”.
هدنة غير مكتملة وانهيار التفاوض
قال سوليفان إن ولايته في البيت الأبيض انتهت في يناير مع وجود أمل في تحقيق هدنة دائمة، مشيرًا إلى نجاحهم في التوصل إلى هدنة بناءً على إطار طرحه الرئيس السابق جو بايدن في مايو، حيث أفرجت حماس عن 30 مختطفاً ووضعت جداول زمنية لتحويل الهدنة إلى سلام دائم.
لكن هذه الهدنة انهارت مع تجدد القتال وتوقف المفاوضات.
انتصارات عسكرية بلا استراتيجية طويلة الأمد
أشار مستشار الأمن القومي السابق إلى أن إسرائيل دمرت البنية العسكرية لحماس واغتالت قادتها، وتصدت بفعالية للتهديدات الإقليمية بدعم أمريكي. إلا أن هذه النجاحات العسكرية لم تتحول إلى استراتيجية تضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل.
في الختام: دعوة للقيادة الإسرائيلية لتبني حل شامل
ختم سوليفان مقاله بدعوة القادة الإسرائيليين لتقديم عرض شامل لإعادة المختطفين وإنهاء الحرب، مؤكداً أن الحل يكمن في السلام وليس في استمرار النزاع، مع حماية حقوق المدنيين وضمان الأمن الإقليمي.
لندن – اليوم ميديا