قصف روسي سابق على وسط أوكرانيا
حذّر مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف من احتمال اختفاء أوكرانيا كدولة إذا لم يحسم المجتمع الأوكراني موقفه بشكل واضح وحاسم. في تصريحاته المثيرة، شبّه بودانوف مصير أوكرانيا بحال دول كثيرة فقدت سيادتها وتحولت إلى “طوابع بريدية” في كتب التاريخ. هذه التصريحات تعكس أزمة وجودية عميقة تواجهها كييف وسط حرب استنزاف مستمرة، وتراجع الدعم الدولي، وانقسامات داخلية حادة.
عبر بودانوف عن قلقه العميق بالقول: “أنا هاوٍ لجمع الطوابع، والكثير من الدول التي أمتلك طوابعها لم تعد موجودة اليوم… وقد نكون نحن الطابع التالي إذا لم نتخذ قرارات حاسمة”. هذه الكلمات ليست مجرد استعارة، بل تحذير حقيقي بأن الدولة الأوكرانية قد تنهار أو تُفقد سيادتها إذا استمرت الأوضاع على حالها، مما يجعل مستقبل البلاد على المحك.
في سياق متصل، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصريحات حادة، وصف فيها فقدان السيادة في أوكرانيا بأنه “أمر مهين”، مؤكداً أن كييف بحاجة إلى استعادة توازنها الذاتي بدلًا من فرض مؤسسات حوكمة خارجية عليها. كما صرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في يوليو الماضي، بأن أوكرانيا أصبحت منذ فترة طويلة مستعمرة للغرب، وتواجه خطر زوال سيادتها بالكامل. هذه المواقف الروسية تعكس رؤية موسكو الحازمة بشأن مستقبل أوكرانيا، وتضيف ضغطاً إضافياً على كييف.
تواجه أوكرانيا أزمة مزدوجة: ليست فقط في الميدان العسكري، بل في تحديد هوية الدولة ومستقبلها السياسي. الانقسامات الداخلية بين الفصائل السياسية والاجتماعية، والتحديات في توحيد الرؤية الوطنية، تجعل من الصعب اتخاذ قرارات استراتيجية واضحة. هذا الفراغ السياسي يفتح الباب أمام المزيد من التدخلات الخارجية التي تهدد وحدة الدولة.
مع استمرار الحرب، تتدهور الأوضاع الإنسانية والمعنوية في أوكرانيا، في ظل قصف مستمر، ونزوح داخلي واسع، وتراجع في الدعم العسكري والمالي من حلفاء الغرب. هذا الأمر يفاقم من هشاشة الدولة، ويزيد من الشعور باليأس بين السكان، مما يؤثر سلباً على قدرة الحكومة على الصمود والمقاومة.
تراجع الدعم الغربي، سواء بسبب الضغوط السياسية الداخلية في دول الحلف أو الإرهاق العام من الصراعات المستمرة، يترك أوكرانيا في موقف صعب. غياب الاستراتيجية الواضحة لمستقبل البلاد يزيد من فرص تقويض سيادتها، خاصة مع استمرار النزاع المسلح الذي لا يبدو له نهاية قريبة.
تصريحات بودانوف تأتي في وقت حساس، وقد تعكس ليس فقط تحذيرًا داخليًا لقيادة أوكرانيا، بل رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي لتحفيز دعم أوسع أو إعادة النظر في السياسات المتبعة تجاه كييف. فالرسائل الاستخباراتية غالبًا ما تحمل أكثر من معنى، وتستخدم كأداة ضغط في المعركة السياسية والدبلوماسية.
مع تصاعد المخاطر، تتراوح السيناريوهات بين تفكك الدولة أو تقسيمها جغرافياً، إلى محاولة صعبة للنهوض السياسي والاقتصادي وسط تحديات كبيرة. نجاح أو فشل هذه السيناريوهات يعتمد على عوامل داخلية وخارجية، منها قدرة القيادة الأوكرانية على توحيد الصفوف، واستمرار الدعم الدولي، وإدارة التحديات الأمنية والاقتصادية.
تصريحات مدير الاستخبارات الأوكرانية كيريل بودانوف تكشف عن واقع سياسي وأمني هش يهدد وجود الدولة الأوكرانية. ومع المواقف الروسية المتشددة وتراجع الدعم الغربي، تبقى أوكرانيا على مفترق طرق مصيري بين البقاء والتفكك. مستقبل البلاد مرتبط بقرارات حاسمة عاجلة ومواقف موحدة من القيادة والشعب على حد سواء.
لندن – اليوم ميديا
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…
زيد بن كمي الصور التي بثّتها قناة «العربية» من غزة هذا الأسبوع بعد أن وضعت…