خبير أممي لـ الغارديان: إسرائيل تُميت غزة جوعًا.. والعالم شريك في الإبادة

حذر مايكل فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، من أن المجاعة التي تضرب غزة اليوم ليست كارثة طبيعية، بل نتيجة لسياسة إسرائيلية ممنهجة. وقال فخري لصحيفة الغارديان: “إسرائيل تُجوّع غزة عمدًا. إنها إبادة جماعية، وجريمة حرب واضحة”.
فخري كان أول من حذّر في مطلع عام 2024 من خطة تجويع جماعي تطبّقها إسرائيل على سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني إنسان. واليوم، بعدما تم إدخال أكثر من 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، يقول فخري: “ما يحدث لم يكن مفاجئًا، كل المعطيات كانت علنية”.
من التحذير إلى الكارثة: آلة التجويع الإسرائيلية
منذ أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في 9 أكتوبر 2023 عن “حصار شامل”، قطعت إسرائيل الماء والكهرباء والغذاء عن غزة. وبحلول ديسمبر، أصبح الغزيون يشكلون 80% من ضحايا الجوع الكارثي في العالم.
أدت هذه السياسة إلى تدمير المزارع والبساتين ومنع المساعدات الدولية، ما جعل المجاعة تنتشر بسرعة. الأمم المتحدة أكدت أن إسرائيل استخدمت الغذاء كسلاح منذ عقود، لكنها الآن تفعّله على نطاق إبادي.
“نحن لا نموت جوعًا فجأة… بل نُضعف عمدًا”
يقول فخري: “المجاعة لا تأتي فجأة. الأطفال الذين يموتون الآن، أُضعفوا عمدًا خلال شهور”. وأضاف أن المجاعة “دائمًا سياسية، ودائمًا يمكن منعها”، لكن غياب الضغط السياسي الحقيقي جعل آلة التجويع تعمل بلا رادع.
في مايو 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أول لائحة اتهام ضد نتنياهو ويوآف غالانت بتهمة “التجويع المتعمد”، وهو ما يصنف كجريمة حرب.
إسرائيل تستبدل الأمم المتحدة بـ”معسكر مساعدات” خاص بها
في تطور مثير للجدل، أنشأت إسرائيل في مايو 2025 مؤسسة جديدة تُدعى GHF، لتحل محل 400 مركز تابع للأمم المتحدة بـ4 مراكز فقط. المؤسسة مدعومة من إدارة ترامب ومحمية من الجيش الإسرائيلي، ووصفت بأنها “نموذج جديد لمعسكرات المساعدات”، حسب فخري.
وخلال شهرين فقط، قُتل أكثر من 1300 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول للطعام، فيما اتهمت إسرائيل الأمم المتحدة بـ”الفشل”، رافضة الرد على انتقادات العالم.
هل آن أوان إرسال قوات أممية إلى غزة؟
فخري دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى التحرك، قائلاً: “إذا لم ننشر قوات حفظ السلام الآن، فمتى؟”. وأضاف أن العالم يشاهد كارثة إنسانية تتكشف، بينما تواصل الولايات المتحدة استخدام “الفيتو” لحماية إسرائيل من أي مساءلة دولية.
الخلاصة
ما يحدث في غزة ليس مجرد حصار، بل سياسة ممنهجة لتجويع شعب بأكمله، تُدار بهدوء وبتواطؤ دولي. التحذيرات أُطلقت، لكن العالم اختار الصمت، وما تزال المجاعة تحصد الأرواح في كل زاوية من القطاع المحاصر.
لندن – اليوم ميديا