كارثة غزة القادمة: خطة نتنياهو تثير عاصفة دولية واتهامات بالتطهير العرقي

في خطوة وُصفت بأنها “تصعيد خطير” و”جريمة حرب جديدة”، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة لبسط السيطرة العسكرية الكاملة على مدينة غزة، وهو ما أشعل موجة إدانات دولية، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية
وقالت حركة حماس إن ما يُحضّر لغزة يمثل “جريمة حرب جديدة” تنوي إسرائيل ارتكابها بحق مئات الآلاف من المدنيين، محذّرة من أن هذه المغامرة “ستُكلف الاحتلال ثمناً باهظاً”.
ألمانيا تتخذ موقفًا مفاجئًا: وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
في تحول سياسي لافت، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز أن برلين لن توافق بعد الآن على تصدير أي معدات عسكرية يمكن استخدامها في قطاع غزة، ردًا على قرار إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية.
وأكد ميرز أن “من حق إسرائيل نزع سلاح حماس”، لكنه شدد على أن التصعيد الحالي “يُقوّض فرص التوصل إلى أي حل دبلوماسي”، مطالبًا بإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
ووفق أرقام رسمية، منحت ألمانيا إسرائيل تراخيص تصدير عسكرية بقيمة 485 مليون يورو منذ أكتوبر 2023.
تصعيد “غير مبرر” حسب أوروبا: إدانات من إسبانيا، هولندا، والدنمارك
- وصف وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب الخطة الإسرائيلية بأنها “خطوة خاطئة”.
- دانت الدنمارك بشدة ما وصفته بـ”تصعيد عسكري غير مسؤول”، ودعت إلى التراجع الفوري.
- اعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن ما يحدث “لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة”.
المعارضة البريطانية: هدف نتنياهو هو التطهير العرقي
قال زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني إد ديفي إن خطة نتنياهو “تهدف بشكل متزايد إلى التطهير العرقي”، مطالبًا رئيس الوزراء كير ستارمر بوقف فوري لتصدير السلاح إلى إسرائيل وفرض عقوبات على حكومتها.
من جهتها، أكدت النائبة عن حزب الخضر إيلي تشاونز أن “على المملكة المتحدة إنهاء التعاون العسكري مع إسرائيل فورًا”.
تركيا: خطة تهجير قسري وعلى العالم أن يتدخل
أدانت تركيا الخطة الإسرائيلية بشدة، ووصفتها بأنها “ضربة قوية للسلام والأمن”، داعية المجتمع الدولي إلى “منع تهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم”، ومطالبة بتحرك عاجل.
الصين: غزة للفلسطينيين والحل يبدأ بوقف إطلاق النار
في موقف نادر من بكين، دعت الصين إلى وقف الخطة فورًا، وأكدت أن غزة “ملك للشعب الفلسطيني”، مشيرة إلى أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة يكمن في “وقف شامل لإطلاق النار، وتهيئة الطريق للتهدئة الإقليمية”.
الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة: الخطة انتهاك صارخ للقانون الدولي
طالبت الأمم المتحدة بوقف فوري لخطة السيطرة على مدينة غزة، محذّرة من “عواقب كارثية” على السكان المدنيين.
من جانبها، قالت منظمة “أكشن إيد” البريطانية إن الخطة تمثل “تصعيدًا مروعًا”، متهمة إسرائيل بانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، ودعت إلى فرض عقوبات فورية على الحكومة الإسرائيلية.
انتقادات إسرائيلية داخلية: “خطة انتحارية تتجاهل مصير الرهائن”
قال منتدى الأسرى والمفقودين في إسرائيل إن حكومة نتنياهو “حكمت على الرهائن بالإعدام”، ووصفت الخطة بأنها “خداع أخلاقي وأمني كارثي”، مع تجاهل متعمّد لتحذيرات الجيش الإسرائيلي والرأي العام.
في السياق ذاته، وصف زعيم المعارضة يائير لابيد الخطة بـ”الكارثة الوطنية”.
غارات مميتة في لبنان وغزة وسط تصعيد متواصل
ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن غارة إسرائيلية على شرق لبنان قتلت محمد وشاح، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أثناء توجهه إلى سوريا، إضافة إلى حارسه الشخصي.
وفي قطاع غزة، استشهد أشرف سليمان عيد يوسف، أحد موظفي الهلال الأحمر، إثر استهداف قوات الاحتلال لمجموعة مدنيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية.
الخلاصة: خطة “مدينة غزة” تضع العالم على حافة انفجار جديد
في ظل موجة الإدانات غير المسبوقة، وتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، تقف إسرائيل اليوم أمام جدار عالمي رافض لتصعيدها الأخير.
ما بين الاتهامات بـ”التهجير القسري”، والتحذيرات من “كارثة رهائن”، يبدو أن “مدينة غزة” ليست مشروعًا حضريًا بل عنوان لحرب شاملة تهدد بتفجير الإقليم كله.
لندن – اليوم ميديا