علما روسيا وإيران
تشهد العلاقة بين روسيا وإيران توترًا متزايدًا خلف الكواليس، إذ يكشف تقرير حديث عن خلافات حادة تتعلق بإنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية “شاهد-136” التي باتت ركيزة أساسية في العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا. بينما كانت طهران شريكًا استراتيجيًا لدعم المجهود الحربي الروسي، باتت تشعر بتهميش متزايد نتيجة جهود موسكو لتوطين وتصنيع هذه الطائرات بالكامل محليًا، مما يعكس تصاعد المنافسة والنفور في شراكة كان من المفترض أن تكون متينة.
في منطقة تتارستان الروسية، يقع مصنع ألابوغا الذي بات يُنتج معظم مكونات الطائرات المسيرة “شاهد-136” محليًا، من المحركات إلى الإلكترونيات الدقيقة وهياكل الطائرات المصنوعة من ألياف الكربون. هذا الإنجاز الصناعي يعكس قدرة روسيا على استيعاب تقنية الطائرات المسيرة الإيرانية وتطويرها، حيث تتجاوز نسبة الإنتاج المحلي 90%، حسب مصادر استخباراتية. التوسع المستمر في المصنع يعزز توقعات بزيادة الإنتاج وقدرة روسيا على تصدير نسخ مطورة من هذه الطائرات، حتى إلى طهران نفسها.
رغم الدعم الإيراني السخي الذي شمل تسليم تكنولوجيا الطائرات المسيرة والمصنع، تظهر الآن مؤشرات على إحباط إيراني متزايد. فقدان إيران السيطرة على المنتج النهائي نتيجة تحديثات موسكو المستمرة يُعتبر نقطة خلاف رئيسية. فقد أشارت مصادر استخباراتية إلى أن روسيا تسعى للسيطرة الكاملة على دورة الإنتاج وتحرر نفسها من أي التزامات أو مفاوضات مستقبلية مع طهران. هذه الخطوة تُفسر على أنها تعكس طابع التعاون النفعية والمعاملاتية الذي يتسم به التعاون العسكري بين الطرفين.
تفاقمت المشاكل بين الطرفين بسبب العقوبات الاقتصادية التي تعيق الاقتصاد الروسي، مما تسبب في تأخر ألابوغا في سداد المدفوعات لشركائها الإيرانيين، مثل شركة “صحارى ثاندر”. هذا التأخير ساهم في توتر العلاقات، حيث باتت طهران ترى أن العوائد التي تحصل عليها من الدعم المقدم إلى روسيا لا تتناسب مع التضحيات التي تقدمها، مما يهدد استمرارية الشراكة.
حملة القصف الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت المنشآت النووية والإيرانية خلال يونيو 2025 أثرت بشكل كبير على القدرات العسكرية لطهران، مما دفعها إلى الانسحاب مؤقتًا لإعادة التنظيم. في هذا السياق، يُعتقد أن روسيا تستغل توسع إنتاجها للطائرات المسيرة لتزويد إيران بنسخ محدثة كجزء من تعويض الخسائر، وهو ما قد يعزز القدرات الدفاعية الإيرانية على المدى البعيد.
يشير المحللون إلى أن العلاقة الروسية الإيرانية هي مزيج من التعاون والتنافس في الوقت ذاته. روسيا تريد الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الإيرانية وتطويرها بشكل مستقل، بينما تسعى إيران للحصول على أكبر دعم ممكن في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وفي هذا الإطار، تبقى الشراكة محفوفة بالمخاطر، وسط مخاوف من تصاعد الخلافات التي قد تؤثر على موازين القوى في المنطقة.
رغم التوترات الحالية، يرى خبراء أن إيران ستحصل في النهاية على احتياجاتها الأمنية والتكنولوجية، سواء عبر التعاون المستمر أو عبر قنوات أخرى. وفي الوقت ذاته، تستمر روسيا في تعزيز مكانتها كقوة صناعية عسكرية مستقلة قادرة على إنتاج وتسويق طائرات مسيرة متطورة بأسعار أقل وكفاءة أعلى، مما يضعها في موقع قوة إقليمية وعالمية.
يُظهر التوتر بين روسيا وإيران أن العلاقات الاستراتيجية بين الدول ليست دائمًا سلسلة من التحالفات المستقرة، بل غالبًا ما تكون معقدة ومتغيرة حسب المصالح والتوازنات. في حين تستمر روسيا في تطوير صناعتها العسكرية وتقليل اعتمادها على الشركاء، تبقى طهران تسعى للحفاظ على دور مؤثر في المنطقة عبر تعزيز تحالفاتها. تبقى قمة هذه العلاقة محط أنظار المراقبين السياسيين والعسكريين، خاصة مع تصاعد التحديات في أوكرانيا والشرق الأوسط.
لندن – اليوم ميديا
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…