أولمرت يشعل إسرائيل ويكشف أسرارًا خطيرة عن حرب غزة

يطلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، أحد أبرز وجوه السياسة الإسرائيلية في العقود الماضية، بنقد لاذع على إدارة بنيامين نتنياهو وقيادته للحرب في غزة، معتبراً أن العنف المفرط قد تجاوز كل الحدود، وأن إسرائيل خسرت الكثير، دون تحقيق أهداف واضحة.

أولمرت: هل الحرب بلا هدف؟

في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية (عدد 31/2025)، قال أولمرت (79 عاماً) إن إسرائيل “قتلنا بما فيه الكفاية ودمرنا بما فيه الكفاية”، مؤكداً أن المرحلة التي قتل فيها يحيى السنوار، زعيم حماس، كان يجب أن تكون نقطة توقف. ورأى أن استمرار العمليات العسكرية في غزة لم يحقق سوى تفاقم الكارثة الإنسانية، معتمداً على أن الهدف من الحرب يجب أن يتركز على إعادة الرهائن بدلاً من التدمير المستمر.

صفقة الرهائن: الفرصة الضائعة

كشف أولمرت أنه كان يدعو مبكراً للتفاوض على صفقة لتبادل الرهائن، مشيراً إلى أن قطر أبلغت إسرائيل عن استعداد حماس لإطلاق جميع الرهائن (251 شخصاً) فوراً، لكن المزاج العام الإسرائيلي رفض هذه الفكرة آنذاك. وأوضح أن قبول هذه الصفقة كان من الممكن أن يخفف بشكل كبير من عبء الألم والخسائر التي تعانيها إسرائيل، مشدداً على أن “الغرور والرضا عن النفس” حالا دون ذلك.

المقارنة مع صفقة شاليط

عند الحديث عن صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أشار أولمرت إلى أن الوضع مختلف، لأن شاليط أسير حرب، لكن في هجوم 7 أكتوبر 2023، قُتل 1200 إسرائيلي وخُطف 251 رهينة، وهو ما اعتبره “فشلاً كارثياً” في مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها.

تحذير من استهلاك الغضب بلا ضوابط

أشار أولمرت إلى تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد هجوم حماس من خطورة السماح لـ”الغضب بالاستهلاك”، قائلاً: “لسوء الحظ، لم نتبع هذه النصيحة، وسمحنا لأنفسنا بالابتعاد عن القيود، مما زاد من تعقيد الموقف”.

خلاصة

ينقل نقد إيهود أولمرت مخاوف جدية من أن الحرب في غزة قد تحولت إلى حلقة مفرغة من العنف بدون خطة واضحة، مع تأكيده على أن الحلول السياسية والتفاوضية، خصوصاً صفقة الرهائن، كانت قد تم تجاهلها رغم وجود فرص جدية. يأتي هذا الموقف في وقت تزداد فيه الانتقادات الدولية للسياسة الإسرائيلية وتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى