أنس الشريف - (مواقع التواصل)
في مساء غائم ثقيل بالقلق والخوف، وقف أنس الشريف، الشاب الفلسطيني الذي لم يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره، أمام كاميرا الجزيرة. وجهه شاحب وعيناه تفيضان بحكايات الألم التي لا تُروى بسهولة. كان صوته مرتجفًا أحيانًا، لكنه ملؤه إصرار حاد، ينقل حكاية أطفال غزة الذين يعيشون على هامش الحياة، يعانقون الجوع ويكافحون من أجل لقمة عيش في ظل حصار لا يرحم.
قال أنس، وهو يحدق في العدسة وكأنها نافذة تطل على العالم: “أمام أعيننا يموت الأطفال ببطء، جوعٌ قاتل يسلب أرواحهم بصمت، دون أن يسمع أحد صراخهم. الأرقام لا تكفي، علينا أن نرى وجوههم، نسمع أنينهم، لنحمي طفولتهم التي تسرق أمام أعيننا.”
كانت كلمات أنس ليست مجرد سرد لأرقام أو بيانات، بل هي شواهد إنسانية تعكس مأساة حيّة، لم تُكتب فصولها بعد. كان بمثابة صوت الضمير المرفوض، يردد نداء الإنسانية التي يلهث خلفها الجميع.
لم يكن أنس مجرد مراسل ينقل أخبار الحصار، بل كان عيناً ترى ما تخفيه العتمة، وروحًا تشعر بكل نبضة ألم في قلب غزة المحاصرة. تحدث عن تصاعد أعداد الشهداء الذين هُلكوا جوعًا، عن الأطفال الذين لم يعرفوا طعم الحياة إلا في الظلال، عن قلوبٍ تتلاشى كأوراق الخريف الذابلة.
كل لقمة حرمت منها أسرة، كل يوم بلا طعام كان كأنه سرقة حياة كاملة. كان أنس يروي هذه المعاناة الصامتة التي تتسلل ببطء إلى أجساد الأطفال، وتجعل من الحصار جرحًا مفتوحًا لا يندمل.
في زوايا غزة الضيقة، حيث تلتقي جدران الحصار بآمال لا تنطفئ، يعيش الأطفال صراعًا مزدوجًا: صراع مع الاحتلال، وصراع مع الجوع الذي يحول حياتهم إلى معاناة مستمرة. سوء التغذية ليس ضعفًا جسديًا فحسب، بل هو ندبة عميقة في ذاكرة الطفولة، تترك أثرًا لا يمحى في نموهم ومستقبلهم.
أنس تحدث عن هذه الأرواح الصغيرة التي تتلاشى بصمت، عن عيون تذرف دموعها دون من يسمع، عن صرخات لا يخرجها إلا بريق الكاميرا. واقع قاسٍ، لا تجد فيه الطفولة متنفسًا إلا في لحظات قصيرة من الضحك قبل أن تعود إلى ظلال الجوع والخوف.
لم تكن كلمات أنس مجرد تسجيل مصور، بل كانت نداءً إنسانيًا يرتفع فوق ضجيج الصراعات، يدعو العالم إلى استعادة ضميره والوقوف مع أبرياء غزة. لم يكن ينادي بالسياسة فقط، بل بالرحمة والعدل، بحماية أرواح لا ذنب لها سوى أنها ولدت في زاوية مظلمة من هذا العالم.
الدكتورة إيما واتسون، خبيرة حقوق الإنسان الدولية، تؤكد: “مأساة غزة ليست صراعًا سياسيًا فقط، بل أزمة إنسانية تحتاج إلى استجابة عالمية عاجلة. كل طفل يموت جوعًا هو فشل جماعي للبشرية.”
رحل أنس الشريف، لكنه لم يرحل عن ذاكرتنا. صوته بقي حياً في أذهان من شهدوا شهادته، وصار رمزًا للصمود والإنسانية. في كل دمعة سقطت، وفي كل لقمة حرمت منها عائلة في غزة، يكمن أملٌ جديد في أن تتحرك الضمائر وتنقذ ما تبقى من حياة.
أنس الشريف لم يكن فقط مراسلًا، بل كان رسالة، صرخة أمل في وجه الظلم، وقصة إنسانية تذكرنا بأن النضال من أجل الحياة والكرامة لا ينتهي.
لندن – خاص بـاليوم ميديا
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…