خطة توم باراك لنزع سلاح حزب الله: فوضى لبنانية وفرصة ذهبية لإسرائيل

يرى محللون أن خطة المبعوث الأمريكي للبنان توم باراك تشكّل أخطر تحدٍّ للمقاومة اللبنانية منذ تأسيسها، إذ تهدف – وفق تقديراتهم – إلى تحقيق ثلاث نتائج أساسية تصب مباشرة في صالح إسرائيل:

  1. تجريد حزب الله من سلاحه، ما يسهّل على إسرائيل القضاء عليه بضربات جوية مركزة.
  2. إحداث انشقاقات داخل الحزب، وإضعاف جبهته الداخلية.
  3. دفع لبنان نحو حرب أهلية تفضي إلى فوضى شاملة، تمنح إسرائيل ذريعة أمنية لاحتلال كامل الجنوب.

جلسات حكومية حامية

في جلسة مطوّلة لمجلس الوزراء في 5 أغسطس بالسراي الكبير، ناقشت الحكومة اللبنانية لأكثر من خمس ساعات الورقة الأمريكية المثيرة للجدل، والتي استهدفت ما سمته واشنطن “الأسلحة غير القانونية”، في إشارة واضحة لحزب الله وحلفائه.
الرئيس اللبناني جوزيف عون دعا إلى “المشاركة الإيجابية” مع المطالب الدولية، مدعيًا أن ذلك سيعيد الثقة الأجنبية ويفتح الباب أمام دعم اقتصادي.
رئيس الوزراء نواف سلام قدّم الوثيقة، التي رفضت مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري، داعيةً إلى خطة محددة زمنياً لنزع السلاح، على أن يبدأ الجيش اللبناني التنفيذ أواخر أغسطس وينهيه خلال 90 يوماً بدعم أمريكي–فرنسي–عربي.

رفض المقاومة وتصاعد التوتر

حزب الله وحركة أمل عبّرا عن رفضهما القاطع، مؤكدين أن نزع سلاح المقاومة قبل انسحاب إسرائيل وعودة الأسرى ووقف الاعتداءات أمر غير مقبول.
وزير العمل محمد حيدر تساءل: “كيف يمكن أن أطلب من أم شهيد أو شاب يعيش قلقاً وجودياً أن يتخلى عن الضمان الوحيد الذي يحميه؟”.

انتشار عسكري وحالة تأهب

تحسبًا لاندلاع اضطرابات، رفع الجيش اللبناني حالة التأهب وانتشر في نقاط التوتر، فيما شنّ الجيش الإسرائيلي ضربات على مواقع حزب الله في الجنوب، مستهدفًا مخازن أسلحة ومنصات صواريخ.

النسخة الثالثة من الاقتراح الأميركي

مصادر مقرّبة من نبيه بري أكدت أن الحكومة تسلّمت نسخة ثالثة معدلة من مقترح باراك، ركزت على ثلاثة ملفات: الوضع الأمني مع إسرائيل، الحدود اللبنانية–السورية، وجدول نزع السلاح.

بري وصف التعديلات بأنها “انتقال من السيئ إلى الأسوأ”، معتبرًا أنها تهدد المصالح الاقتصادية والسيادية للبنان. الوزراء الشيعة حضروا الجلسة الثانية خصيصًا للتحذير من “خطر الورقة”.

هذه التطورات تضع لبنان أمام مفترق خطير: القبول بخطة نزع السلاح وفق الإملاءات الخارجية، أو مواجهة سيناريوهات الفوضى والضغط الإسرائيلي المتصاعد.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى