ترامب يضغط على زيلينسكي: لا ناتو ولا القرم

قبل ساعات من استقباله قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في واشنطن، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا مباشرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ففي منشور على منصته “تروث سوشيال” مساء الأحد، قال ترامب إن زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية “على الفور تقريبًا”، إذا تخلّى عن طموح الانضمام إلى الناتو واستعادة شبه جزيرة القرم.
ترامب كتب بوضوح: “لن نتراجع عن منح أوباما شبه جزيرة القرم (قبل 12 عامًا دون إطلاق رصاصة واحدة!)، ولن تنضم أوكرانيا إلى الناتو. بعض الأمور لا تتغير أبدًا!”، وهو ما أثار قلق العواصم الأوروبية قبل القمة.
اجتماع البيت الأبيض: زيلينسكي أولًا ثم الأوروبيون
البيت الأبيض أعلن أن ترامب سيلتقي أولًا بالرئيس الأوكراني في المكتب البيضاوي الساعة 1:15 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:15 بتوقيت جرينتش)، قبل أن يجتمع بالقادة الأوروبيين في الغرفة الشرقية عند الساعة 3 بعد الظهر.
زيلينسكي، الذي وصل إلى واشنطن مساء الأحد، أعرب عن أمله في أن تجبر “القوة المشتركة” بين أوكرانيا وأمريكا وأوروبا روسيا على السلام. ونشر عبر تطبيق تيليغرام: “جميعنا نرغب في إنهاء هذه الحرب بسرعة وموثوقية… آمل أن تُجبر قوتنا المشتركة روسيا على تحقيق سلام حقيقي.”
إرث قمة ألاسكا يلقي بظلاله
تأتي هذه التطورات بعد قمة مثيرة للجدل بين ترامب وبوتين في ألاسكا يوم الجمعة، والتي اعتبرها خبراء دبلوماسيون “انتصارًا لبوتين وإهانةً لترامب”. ورغم ذلك، دافع الرئيس الأمريكي عن اللقاء، متهمًا وسائل الإعلام بتشويه ما وصفه بـ”الاجتماع المهم”، وزاعمًا أنه حقق “تقدمًا كبيرًا” بشأن روسيا دون ذكر تفاصيل.
أوروبا تتمسك بوحدة أوكرانيا وترفض “تبادل الأراضي”
من المتوقع أن يؤكد القادة الأوروبيون في واشنطن يوم الاثنين على دعمهم لوحدة أراضي أوكرانيا، ومعارضتهم لأي خطة لتبادل الأراضي مع روسيا، باعتبارها “مكافأة للعدوان”. كما يسعى الأوروبيون إلى الحصول على ضمانات أمنية أمريكية واضحة لأوكرانيا في حال التوصل إلى تسوية.
رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أشاد بجهود ترامب لإنهاء الحرب، لكنه أعاد التأكيد على الخطوط الحمراء الأوروبية، قائلاً: “لا يمكن تحديد مسار السلام بدون زيلينسكي، ويجب زيادة الضغط على روسيا بمزيد من العقوبات.”
روسيا تطرح “ضمانات أمنية متبادلة”
من جانبه، قال ميخائيل أوليانوف، المبعوث الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، إن موسكو وافقت من حيث المبدأ على أن يتضمن أي اتفاق سلام ضمانات أمنية لكييف، لكنها في المقابل “تتوقع الحصول على ضمانات أمنية فعالة لروسيا”.
وساطة أمريكية جديدة خارج الناتو
المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، صرّح لشبكة CNN أن بوتين أبدى لأول مرة استعدادًا لأن توفر الولايات المتحدة وأوروبا حماية لأوكرانيا كجزء من اتفاق مستقبلي. وأوضح أن هذه الضمانات ستكون خارج إطار الناتو، لكنها “تعادل المادة الخامسة” الخاصة بالدفاع المشترك للحلف.
لندن – اليوم ميديا