إسبانيا والبرتغال تشتعلان بحرائق غابات وسط حرارة قياسية

تواصل موجة الحر الشديدة اجتياح جنوب أوروبا، مسببةً حرائق غابات مدمرة في إسبانيا والبرتغال، حيث سجلت وكالة الأرصاد الإسبانية “إيميت” درجات حرارة بلغت 45.8 درجة مئوية في مدينة قادس، فيما حذّرت من “خطر حرائق مرتفع جدًا أو شديد” في معظم أنحاء البلاد.
ورغم أن موجة الحر بدأت بالانحسار تدريجيًا، إلا أن درجات الحرارة ستظل مرتفعة في شرق وجنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، ما يهدد بمزيد من الحرائق.
خسائر بشرية ومادية جسيمة
- في إسبانيا: 348 ألف هكتار احترقت هذا العام، مع تسجيل 4 وفيات، بينهم رجل إطفاء قضى إثر انقلاب شاحنته.
- في البرتغال: 216 ألف هكتار احترقت، ورجل إطفاء آخر لقي حتفه، ليرتفع عدد الضحايا إلى اثنين.
- أكثر من 31 ألف شخص تم إجلاؤهم من منازلهم في إسبانيا وحدها.
وبحسب بيانات كوبرنيكوس، فإن المساحات المحترقة في أوروبا هذا العام بلغت 530 ألف هكتار، أي أكثر من ضعف متوسط العقدين الماضيين.
تعبئة عسكرية لمواجهة الكارثة
أعلنت الحكومة الإسبانية إرسال 500 جندي إضافي للانضمام إلى 1400 جندي ينتشرون بالفعل لمكافحة الحرائق. كما أطلق رئيس الوزراء بيدرو سانشيز مبادرة بعنوان “الميثاق الوطني لمواجهة الطوارئ المناخية”، داعيًا إلى إبعاد الصراعات الحزبية عن القضايا المناخية، والاعتماد على الأدلة العلمية.
في المقابل، رفض حزب الشعب المحافظ المعارض خطة سانشيز، معتبرًا أنها “ستار دخاني لا يطفئ النيران”.
أزمة مناخية أوروبية متصاعدة
- فرنسا: الأرصاد الجوية حذرت من جفاف شديد في مناطق البحر الأبيض المتوسط، ما يجعل الغطاء النباتي هشًا أمام الحرائق.
- بلغاريا: حرائق الغابات دفعت الحكومة لطلب مساعدة أوروبية.
- البرتغال: طلبت 4 طائرات إطفاء “كنداير” عبر آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي.
وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبلز، أكدت أن السيطرة على الحرائق غير ممكنة قبل انحسار موجة الحر، مشيرة إلى أن وحدة الطوارئ العسكرية لم تشهد “كارثة مناخية بهذا الحجم منذ تأسيسها قبل 20 عامًا”.
الخلاصة
حرائق الغابات في إسبانيا والبرتغال تكشف ضعف السياسات الخضراء الأوروبية أمام تسارع التغير المناخي، وسط خسائر بشرية وبيئية هائلة، ومعركة مفتوحة بين الحكومات والمعارضات حول كيفية إدارة الأزمة المناخية الأخطر في تاريخ القارة.