دروز السويداء: الولاء أم الانفصال بعد المجازر السورية؟

في السويداء، يتكشف صراع داخلي عميق بين الولاء للوطن والرغبة في الانفصال عن دمشق. فبعد الاشتباكات الدموية التي شهدتها المحافظة بين قوات وزارة الدفاع السورية وعشائر محلية، ارتفعت أصوات المطالبة بالانفصال، بينما لا يزال جزء كبير من الأهالي يرى في دمشق مرجعية سياسية رغم الألم وثمن الدماء الذي دفعوه.
وكشفت الأحداث الأخيرة، وفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس، عن وجود انقسامات بين أبناء المحافظة، إذ يتراوح الموقف بين دعم الانفصال الكامل وبين الدعوة إلى ضبط النفس والتحكيم بالعقل لتجاوز الصدمات الأخيرة.
السويداء بين الحياد والتكفير
يرى خلدون، صيدلاني من السويداء، أن النزعة التكفيرية حكمت العلاقة بين الدولة السورية وأبناء المحافظة، ما أدى إلى ارتكاب جرائم بحق السكان رغم حيادهم خلال الأزمة السورية. وفي حديثه لموقع “روسيا اليوم”، أشار إلى أن هذا الحياد لم يتم الاعتراف به من قبل الحكومة، التي اختارت نهجاً دموياً مشابهًا لما حدث في الساحل السوري، بحسب وصفه.
الأسباب وراء الاستنجاد بإسرائيل
أوضح خلدون أن دعوات بعض أهالي السويداء إلى الاستنجاد بإسرائيل جاءت بعد أن فقدوا الأمان في حدود وطنهم، مشيراً إلى أن دماء النساء والأطفال كانت أهم من الانتماء الوطني حين لم توفر الحكومة الحماية لهم.
من جانبه، أكد خالد سلوم، رئيس منظمة “جذور” في السويداء، أن المزاج العام منقسم بين رفض رفع العلم الإسرائيلي تحت أي ذريعة، وبين اعتبار ذلك وسيلة للانتقام من المجازر التي ارتكبت بحق الأهالي.
أثر المجازر على الهوية الوطنية
واجهت السويداء مجازر مروعة شملت ذبح عائلات وحرق القرى وقتل الأطفال واغتصاب النساء، وهو ما دفع الكثير من الأهالي إلى فقدان الثقة بالحكومة بشكل كامل. وقال حسام، طالب هندسة، إن الشيخ الهجري لم يكن القرار الأوحد، لكن المجازر رفعت من مكانته، وأدى ذلك إلى انتشار آراء داعمة للقطيعة مع دمشق.
وأوضحت الطبيبة عبير أن العديد من أهالي السويداء لم يعودوا يعتزون بالهوية السورية كما كانت سابقاً، معتبرين أن رفع علم إسرائيل أصبح خياراً مفهوماً في ظل استمرار الجرائم وعدم محاسبة المسؤولين عن المأساة.
لندن – اليوم ميديا