سوريا على صفيح ساخن: هل يبدأ اجتياح الرقة ودير الزور قبل أكتوبر؟

كشفت صحيفة ذا ناشيونال أن الجيش السوري يخطط لشن هجوم واسع النطاق بهدف استعادة السيطرة على محافظتي الرقة ودير الزور من قبضة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة.

ووفقًا لمصادر أمنية، فإن دمشق حشدت قوة عسكرية قوامها 50 ألف مقاتل، بانتظار ساعة الصفر، على أن يبدأ الهجوم قبل أكتوبر المقبل إذا لم تسلّم “قسد” معظم الأراضي التي تسيطر عليها.

قسد بين التحالف مع واشنطن والرفض لدمج قواتها

تسيطر “قسد” منذ عام 2015 على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا، بما في ذلك أهم حقول النفط، بدعم مباشر من الجيش الأمريكي.
وترفض قيادة “قسد” حل قواتها أو دمجها ضمن الجيش السوري، خشية من تكرار المذابح التي وقعت بحق الأقليات الأخرى، وعلى رأسها العلويون في الساحل والدروز في السويداء.

معركة قبلية مرتقبة

التقرير أشار إلى أن الصراع لا يقتصر على مواجهة بين دمشق و”قسد”، بل يشمل القبائل العربية التي يشكّل أبناؤها نحو 30% من قوام قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب مصادر أمنية، فإن العديد من أبناء القبائل لديهم “حسابات ثأرية” مع الأكراد، ما يرجّح انشقاقهم وانضمامهم إلى الجيش السوري فور اندلاع العمليات.

دور إسرائيل والولايات المتحدة في المعادلة

مصادر أمنية حذّرت من أن العملية العسكرية لن تتم دون “ضوء أخضر أمريكي”، مشيرةً إلى أن إسرائيل تلعب دورًا غير مباشر عبر قصف مواقع الجيش السوري وحلفائه في دمشق والجنوب السوري.

كما اتُهمت تل أبيب بالسعي لإنشاء ما يسمى بـ”ممر داود” من الجولان المحتل إلى السويداء، لربطها لاحقًا بمناطق الأكراد شمال شرق سوريا، ما يعكس مشروعًا استراتيجيًا طويل الأمد لتقسيم البلاد.

الدروز يرفعون صوتهم للمطالبة بتقرير المصير

في خضم هذه التطورات، شهدت مدينة السويداء تظاهرات واسعة رفع فيها المحتجون الأعلام الإسرائيلية، مطالبين بحق الطائفة الدرزية في تقرير المصير.
ويأتي ذلك بعد المجازر التي وقعت بحق مئات المدنيين الدروز في يوليو، والتي اتُهمت بها قوات الجيش السوري والميليشيات القبلية المتحالفة معه.

مستقبل سوريا بين الفيدرالية والتقسيم

ورغم توقيع اتفاق سابق بين الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي لدمج القوات والإدارة الذاتية في هيكل الدولة السورية، إلا أن الاتفاق بقي معطلاً.

وتخشى “قسد” من أن أي تنازل عسكري أو سياسي قد يفتح الباب أمام مذابح جديدة شبيهة بما تعرّضت له الأقليات الأخرى، في وقت يتصاعد فيه الحديث عن نظام فيدرالي أو تقسيم فعلي لسوريا.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى