إيران تبيع نفطها للصين عبر “أباريق الشاي” وتعلم موسكو التحايل على العقوبات

تعرضت إيران لعقوبات اقتصادية غربية مكثفة منذ سقوط حكم الشاه محمد رضا بهلوي وصعود الخميني للحكم، بهدف إحداث أزمات مالية قد تؤدي إلى ثورات شعبية. ورغم ذلك، نجحت طهران في تطوير أساليب مبتكرة لتجاوز هذه العقوبات، واستمرت في تصدير النفط، خصوصاً إلى الصين، التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم.
شحنات النفط والاقتصاد الصيني
وفرت شحنات النفط الإيرانية بأسعار منخفضة نسبياً للشركات الصينية دعمًا لاقتصاد الصين ولتوسيع عمليات تجارة الوقود في جنوب غربي آسيا، كما ساعدت في تدويل اليوان. من جانبها، استخدمت إيران هذه التجارة للحصول على تقنيات ومعدات عسكرية متقدمة.
أساطيل الظل الإيرانية
يكشف التقرير أن إيران تعتمد على ما يُعرف بـ”أسطول الظل”، وهي ناقلات نفط تعمل خارج اللوائح البحرية وتتخذ خطوات لإخفاء شحناتها من الموانئ الإيرانية إلى الصين. هذه الطريقة تسمح لطهران بتجاوز الرقابة الغربية والتحايل على الدفع بالدولار.
“أباريق الشاي” الصينية
تلجأ الصين لاستيراد النفط الإيراني باستخدام مصافي صغيرة مستقلة تُعرف بـ”أباريق الشاي”، والتي تستوعب نحو 90% من صادرات النفط الإيرانية. هذه المصافي تدفع لإيران باليوان عبر بنوك صغيرة، ما يقلل من مخاطر العقوبات على البنوك الصينية الكبرى.
استخدام اليوان لتوسيع النفوذ الاقتصادي
تحول إيران لاستخدام اليوان يمكنها من شراء السلع الصينية أو بناء احتياطيات نقدية باليوان، مع محدودية التداول خارج الصين. كما ساهم ذلك في تقوية مكانة اليوان دوليًا، بما يتماشى مع طموحات بكين لتدويل عملتها.
روسيا تتعلم من تجربة إيران
بعد فرض العقوبات على النفط الروسي، تبنت روسيا أساليب مشابهة لإيران في تصدير النفط للصين، باستخدام أساطيل الظل والرنمينبي كعملة للتبادل. ومن خلال هذا التعاون، أنشأت روسيا والصين سوقًا بديلة للنفط، تجاوزت القيود الغربية وقللت من تأثير العقوبات.
التحديات المستقبلية للغرب
يجب على الغرب دراسة الروابط المالية بين الدول الخاضعة للعقوبات، وفهم تقنيات التهرب التي طورتها هذه الدول، لتصميم عقوبات أكثر فعالية وسد الثغرات قبل استغلالها. كما يحتاج صناع القرار إلى تقييم العواقب غير المقصودة لهذه العقوبات على الاقتصاد العالمي.
لندن – اليوم ميديا