“فلسطين-2”.. الصاروخ الحوثي فرط الصوتي الذي أربك الشرق الأوسط

ظهر صاروخ “فلسطين-2” كأحدث إضافة متطورة إلى ترسانة الحوثيين، ليشكل نقلة نوعية في قدراتهم العسكرية. بدعم تقني يُعتقد أنه من إيران، حقق الصاروخ سرعات تصل إلى 16 ماخ (أكثر من 19 ألف كلم/ساعة) مع مدى يتجاوز 2150 كيلومتراً، ما يجعله في مصاف الصواريخ الباليستية الحديثة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
اللافت أن الصاروخ نجح في ضرب أهداف حساسة داخل إسرائيل مثل تل أبيب وحيفا بين ديسمبر 2024 ويناير 2025، في اختراق غير مسبوق للدفاعات الجوية الإسرائيلية.
المواصفات التقنية: وقود صلب وسرعة 16 ماخ
وفق محللين عسكريين وتقارير إقليمية، يتميز صاروخ فلسطين-2 بنظام دفع ثنائي يعتمد على الوقود الصلب، ما يتيح سرعة إطلاق عالية، وصيانة منخفضة، وقدرة على الانتشار السريع.
أبرز ما يميّز الصاروخ:
- السرعة: 16 ماخ (ما يقارب 19,000 كلم/ساعة).
- المدى: 2150 كيلومتراً، قادر على ضرب إسرائيل، الخليج، وأجزاء من جنوب أوروبا.
- القدرة على المناورة: تغيير المسار أثناء الرحلة، ما يجعل اعتراضه شبه مستحيل.
- الوقود الصلب: يمنحه مرونة تشغيلية عالية مقارنة بالصواريخ القديمة.
هذه الخصائص تضعه في فئة الصواريخ الباليستية فرط الصوتية الأكثر خطورة في العالم.
ضربة لإسرائيل: انهيار أسطورة القبة الحديدية
أدت أولى الضربات الناجحة في ديسمبر 2024 ضد تل أبيب إلى فضح ثغرات الدفاع الجوي الإسرائيلي. فأنظمة مثل القبة الحديدية، وحيتس-3، ومقلاع داود صُممت لاعتراض صواريخ تقليدية، لكن صاروخ فلسطين-2، بسرعته وقدرته على المناورة، تجاوزها جميعاً.
اعترف مسؤولون إسرائيليون بفشل الاعتراض، مما دفع إلى مراجعة عاجلة لمنظومات الدفاع وإطلاق برامج ترقيات طارئة.
تهديد للقواعد الأمريكية والخليجية
لم يتوقف تأثير الصاروخ عند إسرائيل. فمدى 2150 كيلومتراً يضع القواعد الأمريكية في الخليج، مثل قاعدة العديد في قطر وقاعدة الظفرة في الإمارات، ضمن نطاقه المباشر.
كذلك يشكل تهديداً لكل من السعودية والإمارات اللتين سبق أن استُهدفتا بصواريخ حوثية تقليدية، لكن هذه المرة أمام سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت يصعب اعتراضه.
الأبعاد السياسية: اسم “فلسطين” ورسالة إقليمية
يحمل الصاروخ اسم “فلسطين-2″، في إشارة واضحة إلى ربط الحوثيين مشروعهم العسكري بالقضية الفلسطينية.
الرسالة مزدوجة:
- شعبوية ورمزية: تعزيز حضور الحوثيين في محور المقاومة.
- إستراتيجية: إظهار أن اليمن لم يعد لاعباً محلياً فقط، بل جزءاً من معادلة إقليمية أوسع تقودها إيران.
الدور الإيراني: بصمات واضحة رغم النفي
رغم نفي طهران، يشير خبراء إلى تشابه تقني بين صاروخ فلسطين-2 وصواريخ إيرانية مثل فتّاح ودزفول.
تقارير استخباراتية مسرّبة عام 2025 تحدثت عن وجود خبراء من الحرس الثوري الإيراني في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، يعملون على تطوير أنظمة التوجيه والدفع.
إيران ترى في هذا الإنجاز انقلاباً استراتيجياً يعزز قوة وكلائها ويمنحها أوراق ضغط جديدة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
حرب غير متكافئة تعيد تشكيل الشرق الأوسط
يمثل الصاروخ الحوثي فرط الصوتي تحولاً جذرياً في مفهوم الحرب غير المتكافئة. فقد أصبحت جماعة مسلحة غير حكومية قادرة على نشر سلاح يوازي ترسانات جيوش كبرى.
- إسرائيل مضطرة لتوسيع استراتيجيتها الدفاعية خارج حدودها.
- دول الخليج تواجه تهديداً مباشراً على منشآتها الحيوية.
- الولايات المتحدة مطالبة بتحديث دروعها الدفاعية أو نشر أنظمة اعتراض فرط صوتية في المنطقة.
التداعيات الجيوسياسية: رقعة الشطرنج تتغير
أثار ظهور فلسطين-2 قلقاً واسعاً بين القوى الغربية، في حين تراقب كل من روسيا والصين التطورات عن كثب، باعتبارها فرصة لاختبار ردود الغرب على أسلحة فرط الصوت.
في المقابل، احتفت وسائل الإعلام الإيرانية بالضربة على تل أبيب ووصفتها بأنها “نقطة تحول في حرب المقاومة”.
خلاصة: نقطة تحول في الصراع الإقليمي
لم يعد الصراع في اليمن محلياً أو حتى إقليمياً. بفضل صاروخ فلسطين-2، تحوّل الحوثيون من جماعة متمردة إلى فاعل عسكري إقليمي قادر على تهديد إسرائيل، الخليج، والقواعد الأمريكية.
إنه تحوّل استراتيجي قد يعيد رسم خرائط النفوذ في الشرق الأوسط، ويضع العالم أمام معادلة جديدة من الردع غير المتماثل.
لندن – اليوم ميديا