السيسي يواجه ترامب بحزم: تقرير عبري ينتقد السياسة المصرية تجاه غزة

نشرت صحيفة يسرائيل هايوم الإسرائيلية، المقربة من نتنياهو، تقريرًا هاجمت فيه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي بسبب سياسته تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورفضه لتهجير سكان غزة.
وقالت الصحيفة في تقريرها تحت عنوان “مصر تحدث تغييرًا جذريًا”: “لقد تجاوزنا أسوأ مراحل العقد الماضي، والرئيس السيسي لا يخشى مواجهة ترامب، وأصبحت القاهرة لاعبًا رئيسيًا في مفاوضات صفقة الأسرى، بينما لا يزال الحوار الأمني مع إسرائيل براغماتيًا، ما يثير القلق بشأن نوايا مصر.”
وأشار التقرير إلى زيارة رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني للقاهرة، ومرافقة رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى إلى معبر رفح، مع ترحيب كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالتطورات في محادثات إطلاق سراح الأسرى.
تعزيز دور مصر بعد تهميشها في العقد الماضي
التقرير العبري أضاف:
- خلال العقد الماضي، تم تهميش مصر في قيادة العالم العربي لصالح الإمارات والسعودية، خاصة بعد اتفاقيات إبراهام.
- إلا أن أحداث 7 أكتوبر الأخيرة أعادت مصر إلى صدارة المشهد السياسي، مؤكدًا دورها كقائدة للعالم العربي.
وذكر التقرير أن الحروب في غزة والسودان جعلت مصر الوسيط الطبيعي في محادثات وقف إطلاق النار، بينما انقسمت حركة الإخوان المسلمين، ما عزز استقرار البلاد.
العلاقات الأمريكية المصرية: مزيج من الصرامة والدبلوماسية
قال الباحث الإسرائيلي بوراك كين كليك:
- تدخل العلاقات الأمريكية-المصرية مرحلة جديدة، حيث تتمتع القاهرة بتوازن طويل الأمد بين واشنطن والقوى الأخرى.
- ضغوط واشنطن على حقوق الإنسان، والديناميكيات الأمنية الإقليمية، والعلاقات الاقتصادية مع روسيا والصين دفعت مصر إلى تبني موقف حازم وأحيانًا تصادمي تجاه واشنطن.
وأضاف كليك أن مصر بدأت تظهر أنها لن تكون لاعبًا سلبيًا بعد الآن، رغم استمرار إطار المساعدات العسكرية والمالية مع الولايات المتحدة، مع توسيع دائرة الخلاف حول غزة والسودان وشرق المتوسط.
تنويع التحالفات وتعزيز القوة العسكرية
بحسب التقرير:
- مصر أدركت أنه لا يمكن الاعتماد كليًا على الولايات المتحدة، فقامت بشراء طائرات مقاتلة من فرنسا، وسفن من ألمانيا، وحاملة طائرات من روسيا، وأنظمة أسلحة من إيطاليا.
- أجرت مناورات عسكرية مع روسيا والصين، وعززت تواجدها على الحدود مع سيناء وليبيا والسودان.
- هذا التمركز يعكس استراتيجية القاهرة لتكون لاعبًا متوازنًا وحيويًا في المنطقة، مع إمكانية التعامل مع أي تهديدات إسرائيلية.
إعادة تموضع مصر في المنطقة
أشار التقرير إلى أن تنويع التحالفات وبناء قنوات اتصال متعددة مع روسيا والصين وحتى إيران ساعد مصر على استعادة مكانتها كقوة مؤثرة في الشرق الأوسط، خاصة في قضايا غزة والسودان وشرق البحر المتوسط.
كما أظهر التقرير أن مصر تتبنى خطابًا دبلوماسيًا ناعمًا من جهة، ومواقف حازمة في قضايا أخرى، مع تحقيق مؤشرات إيجابية في الاقتصاد المحلي، ما يعزز دورها كلاعب رئيسي لا يمكن تجاهله.
لندن – اليوم ميديا