مريض ومتعب للغاية: مأساة المجاعة التي يواجهها أضعف سكان غزة

في شوارع غزة المزدحمة والمليئة بالركام، أصبح اليأس حقيقة يومية، حيث اعتبرت الأمم المتحدة المشاهد الإنسانية الحالية رسمياً مجاعة.
الجوع الكارثي يطال الفئات الأكثر ضعفاً
قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، والذي تابع الأزمة منذ بداية الحرب المستمرة منذ 22 شهراً: “نشعر بالعجز الشديد والمرض والتعب. الوضع كارثي والمجاعة ملموسة لكل من يعيش هنا.”

وأشار التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) إلى استيفاء ثلاثة عتبات رئيسية لإعلان المجاعة في غزة، وهي أول حالة من نوعها منذ السودان العام الماضي. وأكد التقرير أن المجاعة من صنع الإنسان بالكامل ويمكن وقفها فورياً عبر استعادة الإمدادات الغذائية والخدمات الأساسية.
كبار السن والشباب بين الموت والجوع
يعيش ما بين 500 ألف و800 ألف شخص في غزة تحت ظروف حرجة، مع تعرض كبار السن والشباب والمرضى لأشد المخاطر. وقالت صباح عنتيز، 55 عامًا: “ليس لدينا طعام كافٍ، ونأكل القليل فقط في الصباح والليل. فقدت حوالي 10 من أفراد عائلتي في غارة جوية.”

الأسعار ترتفع والسلع الأساسية نادرة
فرضت السلطات الإسرائيلية حصاراً مشدداً منذ أكتوبر 2023، ما أدى إلى نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار بشكل هائل، مثل السكر الذي ارتفع سعره من 100 دولار للكيلوغرام إلى 7 دولارات. وبالنسبة للطماطم، فقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 30 دولاراً، الأمر الذي يجعلها بعيدة عن متناول معظم السكان.
النزوح وفقدان المأوى يزيد الأزمة الإنسانية
تعيش آلاف العائلات في الشوارع أو في مخيمات مكتظة، حيث تنتشر الأمراض والبعوض، ويغطي الدخان المتصاعد من حرق البلاستيك الأجواء، بينما ارتفعت درجات الحرارة بشكل حاد، مما يزيد من معاناة السكان.

ابتسام صالح، 50 عامًا، تقول: “ما لدينا الآن يأتي فقط من المساعدات والهبات. لم أعد أملك القوة للوقوف في طابور الانتظار للحصول على حصتي الغذائية.”
نقص المساعدات يفاقم الأزمة
قالت ريهام كريم، 35 عامًا: “لم نتلق أي مساعدات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. أطفالي يأملون في الحلويات، لكننا لا نستطيع توفير أي شيء.”
وعلى الرغم من ذلك، رفضت إسرائيل نتائج تقرير لجنة التحقيق الدولية، مؤكدة أنه لا توجد مجاعة في غزة، واصفة النتائج بأنها “أكاذيب حماس”.
لندن – اليوم ميديا