بنك HSBC (أرشيفية)
قالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ: إن البنك السويسري الخاص HSBC Private Bank (Suisse) SA، التابع لمجموعة HSBC Holdings Plc، أنهى علاقاته مع عملاء أثرياء من المنطقة، بينهم عدد كبير تتجاوز أصوله 100 مليون دولار.
يأتي هذا الإجراء في إطار سعي البنك لتقليل تعرضه للأفراد الذين يصنفهم كـ “ذوي مخاطر عالية”.
وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن أكثر من ألف عميل من السعودية ولبنان وقطر ومصر تلقوا إشعارًا يفيد بأنهم لم يعودوا قادرين على التعامل مع وحدة إدارة الثروات بالبنك. كما أكدت المصادر أن بعض العملاء بدأوا بالفعل بتلقي المعلومات، وستصلهم خلال الأشهر المقبلة خطابات إنهاء الحسابات مع توصية بالنظر في الانتقال إلى بنوك أخرى.
تدير وحدة إدارة الثروات التابعة لبنك HSBC السويسري حتى العام الماضي نحو 50 مليار دولار من أصول العملاء الأثرياء حول العالم. وتتوقع الدراسات أن يرتفع عدد الأثرياء في المنطقة الذين تبلغ ثروتهم 30 مليون دولار أو أكثر بنسبة 28% بحلول عام 2028.
وفي أكتوبر من العام الماضي، أعلن بنك HSBC عن خطط لإعادة هيكلة مجموعته لتسريع تنفيذ استراتيجيته، مؤكدًا أنه يعمل على تطوير التركيز الاستراتيجي للبنك السويسري الخاص لتقليل المخاطر وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
تأتي هذه الخطوة في وقت تُجري فيه الهيئة السويسرية للرقابة المالية (FINMA) تحقيقًا مستمرًا يتعلق بالبنك الخاص، بسبب عدم إجراء فحص كافٍ للحسابات عالية المخاطر المملوكة لأثرياء لهم علاقة بالعمل السياسي. وتتوقع المصادر استكمال عمليات التخارج في غضون ستة أشهر، حيث شكل HSBC فريقًا لدعم العملاء خلال إغلاق الحسابات.
وقال البنك في بيان رسمي: “نعمل على إنشاء وحدة أبسط وأكثر ديناميكية، تركز على زيادة القيادة والحصة السوقية في المجالات التي لدينا فيها ميزة تنافسية واضحة.”
تشكل هذه الخطوة ضربة جديدة لبنك HSBC في منطقة الخليج، التي تعد وجهة جاذبة لإدارة الثروات. وقد عززت البنوك والشركات المنافسة حضورها لتلبية احتياجات الأثرياء في المنطقة العربية، بينما واجه HSBC صعوبات في الحفاظ على عملائه، رغم تعيين علاء الدين هانغاري، كبير مسؤولي إدارة الثروات سابقًا في كريدي سويس.
كما أمرت الهيئة الفيدرالية للرقابة المالية البنك بعدم الدخول في علاقات تجارية جديدة مع الأشخاص المعرضين سياسيًا أو الأفراد الذين يشغلون منصبًا عامًا قد يزيد من مخاطر الفساد. وتم تكليف مراجع خارجي لمراجعة الأعمال المرتبطة بالحسابات عالية المخاطر، حيث يصنف البنك العملاء الذين تتجاوز أصولهم 100 مليون فرنك سويسري (124 مليون دولار) ضمن هذه الفئة.
رغم مكانة البنك في أسواق رأس المال بالمنطقة، إلا أنه عانى من منافسة قوية في القطاع المصرفي الخاص. وفي الشهر الماضي، تم الكشف عن أن البنك السويسري الخاص التابع لـ HSBC هو محور تحقيق سويسري بشأن عمليات غسل أموال مشتبه بها مرتبطة باختلاس مئات الملايين من قبل رئيس البنك المركزي اللبناني السابق، رياض سلامة.
وأوضحت الهيئة السويسرية (FINMA) في يونيو من العام الماضي أن هناك علاقات تجارية عالية المخاطر لم تتحقق منها إدارة البنك بشكل كافٍ، بما في ذلك التحقق من الأصول وغايتها وخلفيتها. وشملت العمليات المشبوهة، التي تجاوزت قيمتها 300 مليون دولار، تعاملات بين لبنان وسويسرا خلال الفترة من 2002 إلى 2015.
تأتي خطوة HSBC لإنهاء التعامل مع الأثرياء العرب في سياق إعادة هيكلة البنك وتقليل المخاطر المالية والسياسية المرتبطة بالعملاء ذوي الثروات الكبيرة. وتشير التحليلات إلى أن المنافسة ستزداد في السوق الخليجية بين البنوك السويسرية والعالمية لتقديم خدمات إدارة الثروات للأفراد الأغنياء، في حين يحاول HSBC حماية سمعته وتقليل تعرضه للمتطلبات الرقابية المشددة.
لندن – اليوم ميديا
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…
زيد بن كمي الصور التي بثّتها قناة «العربية» من غزة هذا الأسبوع بعد أن وضعت…