بعد استبعاد ترامب.. هل يفوز محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بجائزة نوبل للسلام 2025؟

في تطور لافت ضمن سباق جائزة نوبل للسلام لعام 2025، خطف استبعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأضواء، بينما برز اسم رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في القائمة القصيرة للجائزة، تقديراً لدوره في الوساطة بملف غزة. ويثير هذا التحول تساؤلات واسعة حول فرص المسؤول القطري في أن يصبح أول عربي يحصد أرفع الجوائز العالمية في مجال السلام.
استبعاد ترامب
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن فرص الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 تواجه تحديات كبرى، بعد أن أبدى ثلاثة على الأقل من أصل خمسة أعضاء في لجنة نوبل النرويجية مواقف صريحة وعلنية ضده، مما جعل مسألة ترشحه موضع شك واسع.
وذكرت الصحيفة، اليوم الاثنين، أن رئيس اللجنة يورجن واتني فريدنيس انتقد ترامب في ديسمبر الماضي، محذراً من “تآكل حرية التعبير حتى في الدول الديمقراطية”، ومسلطاً الضوء على اعتداءاته اللفظية المتكررة على وسائل الإعلام. أما وزيرة التعليم النرويجية السابقة كريستين كليمت، فقد كتبت في مايو أن ترامب “يسير بخطوات متسارعة نحو تفكيك الديمقراطية الأمريكية”، وذلك بعد مرور نحو مئة يوم فقط على توليه الرئاسة.
من جانبه، صرّح عضو اللجنة غري لارسن عام 2017 بأن سياسات ترامب “تعرض حياة الملايين للخطر” بسبب تقليصه للمساعدات الخارجية، قبل أن يسخر لاحقاً من شعاره الانتخابي عبر القول: “اجعل حقوق الإنسان عظيمة مرة أخرى”.
أما العضوان الآخران في اللجنة، وهما أسلي توجي وزميل لم يُذكر اسمه، فلم يُظهرا عداءً مباشراً تجاه ترامب، لكنهما لم يبديا أيضاً أي تعاطف واضح معه. ورغم أن توجي كتب سابقاً بتعاطف عن التحديات القانونية التي واجهها ترامب في عهد إدارة بايدن، إلا أن كفة اللجنة لا تزال مائلة ضده.
اعتراف ترامب بالمعارضة ومحاولته إثبات دوره في أوكرانيا
واعترف ترامب نفسه بحجم المعارضة داخل لجنة نوبل. وقال هذا الشهر، أثناء توقيع اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان: “الكثيرون يقولون لا، بغض النظر عما أفعله، لن يتخلوا عن رفضهم، وأنا لا أسعى للسياسة من أجل جائزة نوبل”.
وأشار ترامب إلى دوره في ملف أوكرانيا وتواصله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً ذلك محورياً في تعزيز فرصه، حيث أقر بعض الدبلوماسيين الغربيين بأن إصراره على المحادثات المباشرة قد يكون منطقياً في ظل سيطرة بوتين على مسار الحرب.
رئيس وزراء قطر في القائمة القصيرة بسبب وساطة غزة
وفي المقابل، تم اختيار رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ضمن القائمة القصيرة لجائزة نوبل للسلام 2025، تقديراً لجهوده في الوساطة من أجل التهدئة في قطاع غزة، ما أكسبه إشادة دولية واسعة بوصفه أحد أبرز الوسطاء في النزاعات الإقليمية.
غير أن موقف ترامب من الصراع في غزة أثار انتقادات حادة، إذ أعلن أن الرهائن الإسرائيليين لن يُفرج عنهم إلا بعد “تدمير حركة حماس”، وأعرب عن دعمه الواضح للتحرك العسكري الإسرائيلي للاستيلاء على مدينة غزة. كما أعاد طرح خطة مثيرة للجدل تقضي بتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ”ريفيرا الشرق الأوسط”، عبر تهجير سكانه قسراً، وهي فكرة قوبلت برفض دولي واسع باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
دعم خارجي محدود لترامب رغم الرفض النرويجي
ورغم هذا الرفض الواضح داخل لجنة نوبل، فإن بعض القادة الأجانب سارعوا لتضخيم دور ترامب والمطالبة بمنحه الجائزة. فقد تساءل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف: “من الذي، إن لم يكن الرئيس ترامب، يستحق جائزة نوبل للسلام؟”، بينما مازح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ترامب بالحديث عن “مقاعد الصف الأول” في حفل مستقبلي للجائزة.
لكن وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن التصويت الشعبي النرويجي جاء بأغلبية ساحقة ضد ترامب، ومع وجود ثلاثة من أعضاء اللجنة كمعارضين صريحين له، يبقى طريقه نحو نوبل للسلام مليئاً بالعقبات.
لندن – اليوم ميديا