ماكرون
تواجه فرنسا أزمة سياسية خانقة، مع احتمال تصاعد الاضطرابات المدنية في الأشهر المقبلة، بعد إعلان الحكومة إجراء تصويت على الثقة في البرلمان بتاريخ 8 سبتمبر.
يتوقع معظم المحللين السياسيين هزيمة ساحقة للحكومة الحالية، وهو ما قد يترك فرنسا دون حكومة للمرة الثانية خلال عام واحد في وقت يشهد عدم يقين اقتصادي واجتماعي وجيوسياسي كبير. كما يمكن أن يؤدي هذا المأزق إلى دعوات متزايدة للرئيس إيمانويل ماكرون للتنحي والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
أغرق الرئيس الفرنسي بلاده في فوضى سياسية بعد قراره بإجراء انتخابات برلمانية جديدة، عقب الأداء المخيب لحزبه في الانتخابات الأوروبية السابقة. وكانت النتيجة فتح الباب أمام التجمع الوطني اليميني الشعبوي بقيادة مارين لوبان، والكتلة الاشتراكية لتوسيع نفوذهما في البرلمان، مما سمح لهما بعرقلة سياسات الحكومة الحالية.
حاليًا، تضم المجموعات الموالية للحكومة في الجمعية الوطنية 210 نواب فقط، بينما يشغل التجمع الوطني والاشتراكيون 353 نائبًا، ما يجعل من الصعب على الحكومة تمرير مشاريعها التشريعية.
يرفض السكان الفرنسيون خطط الحكومة زيادة أيام العمل لتعزيز الاقتصاد، في حين يثير القلق المتزايد بشأن التهديد الروسي في أوروبا مخاوف من تصاعد الأزمات إلى مستوى عالمي.
سعت الحكومة الفرنسية إلى تقديم نفسها كرمز للوضوح بعد التواضع الأوروبي في الانتخابات السابقة، لكن خطواتها جاءت بنتائج عكسية بشكل كبير. فحركة الاحتجاج الشعبي “بلوكونز توت” (دعونا نمنع كل شيء) والنقابات العمالية رفضت محاولات الحكومة للسيطرة على العجز المالي، معلنة عن إضراب يوم العمل في 10 سبتمبر، بينما تستعد النقابات لشن احتجاجات أخرى ضد سياسات التقشف الحكومية.
بلغ العجز المالي في فرنسا 168.6 مليار دولار، أي 5.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، ما يضع البلاد في وضع مالي أسوأ من اليونان وإسبانيا وإيطاليا.
ارتفعت الديون الفرنسية إلى 3.3 تريليون دولار في الربع الأول من هذا العام، بما يعادل أكثر من 114٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وحذر رئيس الوزراء الفرنسي فرانس إرموا بايرو من أن الفوائد على الديون قد تصبح أكبر بند في ميزانية الحكومة بحلول عام 2029، حيث يمكن أن تصل إلى 100 مليار دولار سنويًا.
ويأتي هذا العجز نتيجة الإنفاق الحكومي الكبير الذي تبناه ماكرون لحماية الاقتصاد من آثار الإغلاق الوبائي، إضافة إلى أزمة الطاقة الأوروبية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
يحاول رئيس الوزراء الفرنسي تنفيذ إصلاحات صارمة للحد من العجز، من بينها إلغاء عطلتين رسميتين وتجميد الإنفاق العام، في محاولة لموازنة الدفاتر المالية. ومع ذلك، تواجه هذه المقترحات مقاومة شديدة من الحركات الشعبية والنقابات العمالية، ما يزيد من حدة الأزمة السياسية.
تمثل هذه الأزمة توازنًا دقيقًا بين السياسة والاقتصاد، حيث تواجه الحكومة خطر السقوط السياسي الثاني خلال عام واحد، مع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. وقد تؤدي هذه التطورات إلى دعوات جديدة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مما يجعل الوضع السياسي في فرنسا أكثر هشاشة وتعقيدًا.
لندن – اليوم ميديا
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…
زيد بن كمي الصور التي بثّتها قناة «العربية» من غزة هذا الأسبوع بعد أن وضعت…