اجتماع البيت الأبيض المريب: بلير وكوشنر يخططان لمستقبل غزة بعد الحرب!

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا سياسيًا مثيرًا للجدل في البيت الأبيض يوم الأربعاء، بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والمبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط جاريد كوشنر، لمناقشة مستقبل غزة بعد الحرب. الاجتماع أثار تساؤلات حول نوايا الأطراف المعنية وخططهم لإعادة تشكيل الوضع السياسي والإنساني في القطاع الفلسطيني.
أهداف الاجتماع: خطة شاملة لما بعد الحرب في غزة
أوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الاجتماع كان يركز على جميع جوانب قضية غزة، بما في ذلك:
- زيادة إمدادات المساعدات الغذائية.
- أزمة الرهائن وطرق التعامل معها.
- خطط إعادة الإعمار والسيطرة على غزة بعد الحرب.
كما صرح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لقناة فوكس نيوز أن الاجتماع كان جزءًا من الخطة الشاملة التي تعدها الإدارة الأمريكية لغزة بعد الحرب، فيما وصف مسؤول البيت الأبيض الاجتماع بأنه مجرد “جلسة سياسية روتينية” تعقد بشكل متكرر في عهد ترامب وفريقه.
دور بلير وكوشنر: التخطيط لما بعد الحرب
كشف مصدر مطلع أن توني بلير كان يضع خطة لما بعد الحرب في غزة منذ عدة أشهر، حيث التقى بمختلف الجهات الإقليمية للحصول على دعمها ومساهمتها في الجهود. كما تواصل بشكل مستمر مع كوشنر وويتكوف لضمان تنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية.
في المقابل، يُعرف جاريد كوشنر بدوره الاستشاري البارز في قضايا الشرق الأوسط خلال ولاية ترامب الأولى، وله خبرة واسعة في الملف الفلسطيني والإسرائيلي، ما جعله شريكًا استراتيجيًا في هذا الاجتماع.
التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي: مستوى عالٍ من التعاون
وصل إلى واشنطن أيضًا وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار مسؤولي البيت الأبيض قبل الجلسة الرئيسية لمناقشة سياسة غزة.
كما أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو محادثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، لتبادل الرؤى حول:
- القضية الإيرانية وفرض العقوبات.
- الحرب على حركة حماس في غزة.
- التحركات الدولية المناهضة لإسرائيل والأمم المتحدة.
ويشير هذا التنسيق إلى مستوى الوثوق والتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في إدارة الملف الفلسطيني، خصوصًا في المرحلة الحساسة بعد الحرب.
ترامب وخططه المثيرة للجدل لغزة
بالرغم من مشاركة بلير وكوشنر في وضع الخطط، يبدو أن ترامب يركز على إنهاء الحرب بسرعة، لكنه في الوقت نفسه دعم خطة إسرائيلية للسيطرة على غزة، وهو ما قد يطيل أمد الصراع ويزيد من المخاطر على الرهائن الفلسطينيين.
وفي فبراير الماضي، اقترح ترامب تهجير جميع سكان غزة بشكل دائم، وهو ما لاقى رفضًا واسعًا من شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، الذين لم يكونوا مستعدين لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين.
أزمة المساعدات الإنسانية وصفقة الرهائن
على الصعيد الإنساني، أعلنت الولايات المتحدة عن خطة لزيادة مواقع توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية من ثلاثة إلى ستة عشر موقعًا، لكن التنفيذ لم يحدث بعد، وتم تحويل نصف المبلغ فقط من أصل 30 مليون دولار المخصصة للمشروع.
أما بالنسبة للرهائن، فتبنى ترامب موقفًا صارمًا معارضًا لأي صفقات جزئية لتحرير الرهائن، وهو ما يتماشى مع الموقف الإسرائيلي الرافض لإطلاق سراح أكثر من 50 رهينة. ووفق التقارير، هناك مخاوف شديدة على سلامة عدد من الرهائن، مع تأكيد وفاة 28 آخرين.
الخلاصة: خطة غامضة ومستقبل غزة المجهول
يُظهر الاجتماع الأخير في البيت الأبيض أن المستقبل السياسي والإنساني لغزة لا يزال غير واضح، مع مشاركة شخصيات مؤثرة مثل بلير وكوشنر في التخطيط لما بعد الحرب.
الجدل حول سياسات ترامب تجاه غزة، بما في ذلك دعم تهجير السكان والتحكم الإسرائيلي، يثير تساؤلات عن مدى استعداد الإدارة الأمريكية لتطبيق خططها على الأرض، وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي والأمن الإنساني في القطاع.
يبدو أن المرحلة القادمة ستشهد متابعة دقيقة من المجتمع الدولي، مع مراقبة دقيقة لتحركات البيت الأبيض وإسرائيل بشأن غزة، وما إذا كانت خطة ما بعد الحرب ستأخذ بعين الاعتبار حقوق السكان الفلسطينيين أم ستقتصر على الأهداف السياسية والاستراتيجية.
لندن – اليوم ميديا