إسرائيل تقايض شبعا بالجولان: اتفاق أمني قريب مع دمشق!

أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، بأن إسرائيل درست بجدية إمكانية نقل السيادة على مزارع شبعا اللبنانية إلى سوريا مقابل تعليق سيادتها على مرتفعات الجولان. وتأتي هذه التصريحات بعد تقارير متعددة عن تقدم المحادثات بين دمشق وتل أبيب، مع بعض الخلافات الجوهرية التي لا تزال عالقة.
توقف المفاوضات بعد مجزرة جبل الدروز
أشارت الهيئة إلى أن المفاوضات توقفت عقب مجزرة جبل الدروز، لكنها أكدت لأول مرة أن إسرائيل وسوريا ترىان إمكانية تطبيق هذا الاتفاق في المرحلة التالية من المحادثات، بعد التوصل إلى اتفاق أمني يتم مناقشته حاليًا بين الطرفين.
في المقابل، اعتبر مصدر رسمي سوري أن التصريحات المتعلقة بتوقيع اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل في الوقت الراهن سابقة لأوانها، مشددًا على أن المرحلة الحالية تقتصر على الاتفاقيات الأمنية وليس السلام الشامل.
موقف الجيش الإسرائيلي وسوريا
أكد مصدر بوزارة الدفاع الإسرائيلية أن الجيش لن ينسحب من جبل الشيخ السوري وسيبقى في المناطق العليا هناك. وأضاف المصدر أن المباحثات مع سوريا لم تتقدم بشكل كامل بسبب جبل الشيخ وتدخلات خارجية. كما أوضح أن سوريا تصر على نقل المساعدات إلى السويداء عبر دمشق، بينما ترفض الولايات المتحدة “الممر الإنساني” للسويداء وتعارض دعوات الانفصال.
وأشار المصدر إلى أن دعوات الدروز للانفصال تعقد الترتيبات الأمنية وتعرقل أي اتفاق مستقبلي محتمل مع إسرائيل، مؤكداً أن الوضع الراهن في سوريا لا يخدم أي تسوية مستقبلية بين الطرفين.
تقدم كبير في الاتفاق الأمني
أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب ودمشق أحرزتا تقدماً ملموساً على صعيد الاتفاق الأمني بين البلدين، مع بقاء بعض نقاط الخلاف، أبرزها طلب إسرائيل إبقاء قواتها في مواقع استراتيجية داخل الأراضي السورية، بما في ذلك محطة الرادار على جبل الشيخ وتل رئيسي في القنيطرة.
كما كشف الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقاء مع وفد إعلامي عربي عن وجود بحث متقدم بشأن اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب، مشيرًا إلى أن المباحثات تشمل الجوانب الأمنية فقط، دون التطرق لاتفاق سلام شامل في الوقت الراهن.
استعدادات للقاء تاريخي بواشنطن
كشفت المصادر أن الرئيس السوري عين مندوبًا جديدًا لسوريا في الأمم المتحدة لقيادة مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والأمريكي، استعدادًا لللقاء المرتقب في نهاية سبتمبر بواشنطن.
وتصدرت المواقع الإسرائيلية تقارير تفيد بأن الاتفاقية الأمنية المرتقبة قد تُوقع برعاية أمريكية بعد خطاب الرئيس الشرع الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع التركيز على تخفيف التوتر بين سوريا وإسرائيل، دون تجاوز الجوانب الأمنية إلى اتفاق سلام شامل.
دور واشنطن والاعترافات الغربية المتوقعة
أشارت التقارير إلى أن النتائج الإيجابية للقاء الوزيرين أسعد الشيباني ورون ديرمر في باريس، برعاية أمريكية، ساهمت في تعزيز أجواء اللقاء المرتقب. وتتابع واشنطن هذا الملف عن كثب، مع مراعاة التوازن مع الاعترافات الغربية المتوقعة بدعم دولة فلسطينية مستقبلية، رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لعرقلة هذا التوجه.
ويُبرز هذا التوازن دور الولايات المتحدة كوسيط أساسي في مفاوضات سوريا وإسرائيل، مع التأكيد على أن أي اتفاق في المرحلة المقبلة سيظل محدودًا بالأبعاد الأمنية واللوجستية.
الخلاصة
تظل مفاوضات إسرائيل وسوريا معقدة وحساسة، مع تنافس مصالح سياسية واستراتيجية كبيرة، وارتباطها بالقضايا الإقليمية الأوسع مثل الوجود الإسرائيلي في الجولان وملف الأراضي اللبنانية المحتلة.
ومع استمرار الخلافات حول مواقع عسكرية وحماية المدنيين، يبقى المستقبل الأمني والسياسي للمنطقة في حالة ترقب شديد، وسط مراقبة دولية دقيقة لكل خطوة في هذا الملف.
لندن – اليوم ميديا