تركيا تفاجئ إسرائيل بقرار صادم.. إغلاق المرافئ والأجواء يفتح باب القطيعة

أعلنت تركيا، في خطوة مفاجئة، إغلاق موانئها ومجالها الجوي أمام السفن والطائرات الإسرائيلية، في قرار وصفه مراقبون بأنه بداية مرحلة جديدة من القطيعة بين أنقرة وتل أبيب. وجاء القرار على خلفية استمرار الحرب في غزة، والتصعيد الكلامي المتبادل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تركيا تعلن رسمياً إغلاق المرافئ والمجال الجوي أمام إسرائيل
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة (29 أغسطس 2025)، أمام البرلمان، أن المرافئ التركية مغلقة أمام السفن الإسرائيلية، كما يُمنع على السفن التركية الرسو في الموانئ الإسرائيلية.
وأضاف: “لن نسمح لسفن الشحن التي تحمل أسلحة وذخائر لإسرائيل بدخول مرافئنا، ولن نسمح لطائراتهم باستخدام مجالنا الجوي”، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية.
وأوضح مصدر دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس أن المجال الجوي مغلق أمام جميع الطائرات التي تحمل أسلحة لإسرائيل وأمام “الرحلات الرسمية” الإسرائيلية، من دون تحديد موعد دخول القرار حيّز التنفيذ. حتى الآن، لم تُصدر إسرائيل أي تعليق رسمي.
منع طائرة نتنياهو من عبور الأجواء التركية
ليست هذه المرة الأولى التي تمنع فيها أنقرة الطائرات الإسرائيلية من استخدام مجالها الجوي. ففي نوفمبر الماضي، رفضت تركيا عبور طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما اضطره إلى إلغاء مشاركته في قمة المناخ في أذربيجان. كما ألغى زيارة أخرى إلى باكو في مايو بسبب استمرار الحظر التركي.
وفي الشهر نفسه، علّقت أنقرة جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل، مشترطة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لإعادة النظر في هذه الإجراءات.
تركيا تتهم إسرائيل بـ”الإبادة” ورد نتنياهو بالاعتراف بالمجازر الأرمنية
توجه تركيا منذ اندلاع حرب غزة انتقادات حادة لإسرائيل، متهمة إياها بارتكاب “إبادة” في القطاع المحاصر، وهو مصطلح ترفضه تل أبيب.
وزادت حدة التوتر بعد أن أعلن نتنياهو الأربعاء الماضي اعتراف إسرائيل بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن على يد العثمانيين، وهو ملف تاريخي شديد الحساسية بالنسبة لأنقرة، التي ردت بغضب واعتبرت الخطوة استفزازاً سياسياً.
قرار رسمي يربك كبرى شركات الشحن الإسرائيلية
شركة “زيم” الإسرائيلية، كبرى شركات الشحن في البلاد، أكدت أنها تلقت إخطاراً رسمياً من تركيا بتاريخ 22 أغسطس، يمنع السفن المملوكة أو المشغّلة من قبل مؤسسات إسرائيلية من الرسو في الموانئ التركية.
وأشارت الشركة في ملف قُدم إلى بورصة نيويورك، إلى أن القرار سيؤثر سلباً على عملياتها ونتائجها المالية. كما أوضحت أن السفن التي ترفع العلم التركي لن يُسمح لها أيضاً بالرسو في الموانئ الإسرائيلية، في إجراء متبادل.
العلاقات التركية الإسرائيلية: من التوتر إلى القطيعة
رغم التوترات المستمرة بين أنقرة وتل أبيب على مر العقود، فإن التطورات الأخيرة تمثل تحوّلاً نوعياً قد يرقى إلى مستوى القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية. فقد شدد مسؤولون أتراك على أن تعليق العلاقات التجارية سيستمر، ولن يُعاد النظر فيه إلا بإنهاء الحرب في غزة.
في المقابل، يواجه أردوغان انتقادات داخلية من معارضيه الذين يتهمون حكومته بالسماح بمرور شحنات النفط الأذري إلى إسرائيل عبر خط أنابيب باكو–تبليسي–جيهان (BTC) الذي يعبر الأراضي التركية، وهو ما تنفيه وزارة الطاقة التركية.
أذربيجان والنفط الإسرائيلي.. غموض في الإمدادات
تُعد أذربيجان تاريخياً أحد أبرز موردي النفط لإسرائيل. إلا أن بيانات حديثة اطلعت عليها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أظهرت أن إسرائيل لم تعد مدرجة على قائمة الدول المستوردة للنفط من باكو عبر الموقع الرسمي للجمارك الأذرية، ما أثار تكهنات حول مصير هذه الإمدادات في ظل الأزمة الراهنة.
لندن – اليوم ميديا