قرار أممي صادم.. واشنطن وتل أبيب خارج مؤتمر حل الدولتين

قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة استئناف مؤتمر دولي رفيع المستوى حول حل الدولتين يوم 22 سبتمبر الجاري، وذلك لإحياء العملية السلمية التي توقفت هذا الصيف مع تصاعد العنف في غزة.
وجاء القرار بناءً على اقتراح شفهي تقدمت به السعودية، ويهدف المؤتمر إلى دعم التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.
انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من المؤتمر
أعلنت كل من إسرائيل والولايات المتحدة انسحابهما من المؤتمر، معتبرتين أن استئنافه قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب في غزة وتشجيع حركة حماس.
وأكدت الإدارة الأمريكية بشكل رسمي أنها لن تشارك في المؤتمر.
وبالرغم من ذلك، يُتوقع أن يتيح انعقاد المؤتمر خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة فرصة حضور أكبر عدد من رؤساء الدول والحكومات.
موقف السلطة الفلسطينية ومصير مشاركة محمود عباس
لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتمكن من حضور المؤتمر شخصياً، خاصة في ظل فرض الولايات المتحدة قيوداً على منح التأشيرات للمسؤولين الفلسطينيين.
ووفق وكالة فرانس برس، تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض إصدار تأشيرات للوفد الفلسطيني، وزيادة القيود على العديد من الوفود المشاركة في اجتماع الأمم المتحدة الخاص بالتصويت على الاعتراف بدولة فلسطين.
وأكدت التقارير أن إدارة ترامب رفضت إصدار تأشيرات للرئيس عباس ووفده لحضور الاجتماع الأممي رفيع المستوى هذا الشهر، ما يحد من قدرة الوفود على التحرك خارج نيويورك.
قيود أمريكية على وفود دولية عدة
أشارت مذكرة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية، اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، إلى دراسة فرض قيود محتملة على السفر لوفود من إيران والسودان وزيمبابوي وربما البرازيل خلال انعقاد الجمعية العامة.
ورغم أن هذه القيود لا تزال قيد الدراسة، فإنها تُعتبر امتداداً لحملة إدارة ترامب على منح التأشيرات، بما في ذلك مراجعة واسعة النطاق للوافدين الجدد أو من يحملون تصاريح دخول سابقة.
قيود على الدبلوماسيين الإيرانيين
تفرض واشنطن قيوداً صارمة منذ سنوات على تحركات الدبلوماسيين الإيرانيين في نيويورك، لكن أحد المقترحات الجديدة يشمل منعهم من التسوق في متاجر الجملة الكبرى مثل كوستكو وسامز كلوب دون إذن مسبق من وزارة الخارجية.
وتُعد هذه المتاجر وجهة مفضلة للدبلوماسيين الإيرانيين لشراء كميات كبيرة من المنتجات وإرسالها إلى إيران بأسعار منخفضة نسبياً.
ولم يتضح ما إذا كان هذا الحظر سيدخل حيز التنفيذ قريباً، فيما تبحث وزارة الخارجية الأمريكية صياغة قواعد جديدة لعضويات نوادي البيع بالجملة لجميع الدبلوماسيين الأجانب.
البرازيل هدف محتمل للقيود الأميركية
بالنسبة للبرازيل، لم يتضح ما إذا كانت القيود المحتملة على التأشيرات ستؤثر على الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أو أعضاء وفده.
ومن المعروف أن رئيس البرازيل يفتتح تقليدياً اليوم الأول من اجتماعات الجمعية العامة، يليه رئيس الولايات المتحدة.
ويُنظر إلى لولا كهدف سياسي للرئيس ترامب الذي يعارض محاكمة صديقه الرئيس السابق جايير بولسونارو بتهمة قيادة محاولة انقلاب.
استثناء سوري وغياب تفاصيل عن السودان وزيمبابوي
حصل الوفد السوري على استثناء من القيود الأمريكية، حيث سُمح لأعضائه بالحضور رغم القيود المفروضة على سفرهم منذ أكثر من عقد.
أما السودان وزيمبابوي، فقد ورد ذكرهما ضمن الأهداف المحتملة للقيود الأمريكية، لكن المذكرة لم تحدد طبيعة هذه القيود.
ولم تُصدر وزارة الخارجية الأمريكية أي تعليق رسمي حول هذه الإجراءات حتى الآن.
لندن – اليوم ميديا