خسوف القمر الدموي الأطول يشعل سماء العالم بتفاعل استثنائي

في ليلة لا تُنسى، شهد العالم مساء يوم الأحد 7 سبتمبر 2025 ظاهرة فلكية نادرة تمثلت في خسوف القمر الكلي، أو ما يُعرف بـ”القمر الدموي”، الذي أضاء سماء كوكبنا بلون أحمر نحاسي، جذب انتباه الملايين حول العالم.

بدأ الخسوف بشكله الجزئي مع دخول القمر إلى نصف ظل الأرض، ثم سلك مسارًا كاملاً في ظلها (الأمبرا)، مما أدى إلى حصول مرحلة كسوف كلي استمرت إلى 82 دقيقة تقريبًا، وهي مدة طويلة نسبيًا وسجلّت كأطول خسوف منذ سنوات. استغرق مجرى الخسوف ككل نحو 5 ساعات و27 دقيقة حسب توقيت القاهرة. 

شهد الحدث بداية ظاهرة استثنائية خلّابة، وتعد قلة من الظواهر الفلكية القادرة على القبض على أنظار أكثر من 7 مليار شخص في مناطق شتى من العالم. 

كان الخسوف الكامل مرئيًا بوضوح في قارات آسيا، أفريقيا، أوروبا، أستراليا، بينما غابت رؤيته نسبيًا عن أمريكا الشمالية بسبب توقيت حدوثه خلال ساعات الصباح حينها.

أما أبرز ما ميز هذا الخسوف فهو طوله الاستثنائي للمرحلة الكلية (82 دقيقة)، حيث توقّع علماء الفلك تفاعلاً مميزًا وتجربة مشاهدة نادرة في العمر، كما سمحت الأجواء الصافية في العديد من المناطق بمراقبة تفاصيل الظاهرة بالعين المجردة، دون الحاجة إلى معدات خاصة.

على الصعيد الاجتماعي، برز الموضوع كموجة تفاعلية ضخمة على وسائل التواصل، إذ تجاوز عدد المنشورات المتعلقة به 26.500 منشور، يُناقش الناس خلالها توقيت الخسوف، أفضل طرق الرصد، معاني “القمر الدموي”، وتبادل الصور والتسجيلات المذهلة التي وثّقها الهواة والمحترفون على حد سواء.

في مصر والعالم العربي، شكّل الخسوف الذروة الليلية من الليالي الفلكية لعام 2025. وتزامن مع شهر ربيع الأول 1447هـ، مما جعله حدثاً ذا بُعدين: جمال فلكي وديني، إذ رُبط بالخسوف بصلاة ودعاء، حيث استُحب الإكثار من الاستغفار والأدعية والتأمل في آيات الخلق.

هذا الحدث الفلكي المذهل سيظل محفوراً في ذاكرة العالم كواحد من أكثر الظواهر تميّزاً وتفاعلًا في العام، إذ جمع بين الدهشة العلمية والتأمل الروحي، ليكون شاهدًا على عظمة الكون وإبداع الخلق.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى