قناة أفغانية جديدة تهدد استقرار آسيا الوسطى.. مخاطر توتر إقليمي محتمل

أطلقت حكومة طالبان مشروع قناة قوش تيبا لتحويل كميات كبيرة من مياه نهر أمو داريا لأغراض الري، وهو أحد أكبر مشاريع البنية التحتية منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.
وتبلغ طول القناة 285 كيلومتراً، وقد اكتمل حوالي نصفها، ومن المقرر أن تعمل بكامل طاقتها بحلول عام 2028، مستهلكة نحو 10 كيلومترات مكعبة من المياه سنويًا، أي نحو ثلث تدفق النهر.
تهدف القناة إلى دعم الزراعة الأفغانية المتضررة من الجفاف وتقليل اعتماد الاقتصاد على تجارة المخدرات غير المشروعة، التي شكلت حوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي في 2021.
نقص المياه وأزمة الري في أفغانستان
تعاني أفغانستان من نقص حاد في المياه، لا يكفي للري أو الشرب في بعض المناطق، خصوصًا المقاطعات الشمالية مثل بلخ وفارياب وجوزجان، حيث يعيش نحو ثلث السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة.
ويستفيد السكان حاليًا من كمية محدودة من المياه (حوالي 2 كيلومتر مكعب سنويًا)، وهي أقل أحد عشر مرة من أوزبكستان وخمس مرات أقل من تركمانستان. هذا الوضع يجعل القناة الجديدة قنبلة مائية محتملة قد تهدد التوازن الدقيق لاستخدام المياه في آسيا الوسطى.
أمو داريا.. صراع محتمل على المياه
كان تدفق نهر أمو داريا يُستخدم أساسًا من قبل أوزبكستان، تركمانستان وطاجيكستان. مع مشاركة أفغانستان، يزداد الضغط على الموارد المائية، وقد يؤدي عدم وجود اتفاقيات واضحة لاستخدام المياه إلى تفاقم التوترات الإقليمية.
شهدت المنطقة سابقًا حروب مياه بين طاجيكستان وقيرغيزستان في صيف 2023، بينما أدت زراعة القطن المرهقة للمياه إلى جفاف بحر آرال وتقليص الموارد المائية المتاحة للزراعة والمنزل.
تحديات فنية وبنية تحتية للقناة
يعتمد نجاح القناة على تقنيات بناء حديثة. لكن البناء الحالي يعاني من مشكلات هندسية؛ فقد انهار جزء من جدار القناة في 2023 بعد إطلاق المرحلة الأولى، مسببا فيضانات وإنشاء بحيرة اصطناعية تغطي أكثر من 30 كيلومترًا مربعًا.
هذه المشكلات تزيد من المخاطر على استدامة المياه وتفاقم احتمال النزاعات مع دول آسيا الوسطى.
التداعيات الإقليمية والسياسية
غياب التنسيق الإقليمي يجعل موقف جيران أفغانستان ضعيفًا، رغم الاستثمارات السابقة في البنية التحتية والطاقة والكهرباء.
قد يؤدي نقص المياه الصيفي إلى اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية وبيئية، بينما يبقى الجمود الحالي على أجندة التعاون الإقليمي مهددًا بالأزمات المتكررة.
لندن – اليوم ميديا