الجارديان: كيف سمح الغرب لنتنياهو بتجاوز كل الخطوط الحمراء؟

أثارت الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على قطر، التي استهدفت فريق التفاوض لحركة حماس، صدمة واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد حاولت إسرائيل القضاء على مفاوضي حماس الذين كانوا يدرسون مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن الإسرائيليين، ما يؤكد أن السلام ليس في صدارة أولويات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه اليمينيين المتطرفين.

وقالت والدة أحد الرهائن المحتجزين في غزة: “لماذا يُصرّ رئيس الوزراء على نسف أي اتفاق يقارب ذلك؟”، في تعبير عن خيبة أملها الكبيرة بعد الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء في الدوحة، وفق افتتاحية صحيفة الغارديان.

تجاهل خطوط السلام والتحذيرات الدولية

الهجوم جاء في وقت كان من المفترض أن تكون فيه قطر، الحليف الوثيق للولايات المتحدة ووسيط مهم في النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، مكانًا للتفاوض على وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن الضربة الإسرائيلية وضعت مفاوضي حماس خارج اللعبة، وأعاقت أي إمكانية للعودة إلى طاولة المفاوضات في المستقبل القريب.

أعلنت إسرائيل أن الغارة جاءت رداً على إطلاق النار الذي نفذته حماس في القدس يوم الاثنين، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص، لكنها وقعت بالتزامن مع قرار الجيش الإسرائيلي إخلاء مدينة غزة استعدادًا لغزو شامل قد يزيد من معاناة المدنيين.

أهداف نتنياهو وحلفاؤه في اليمين المتطرف

من الواضح أن إنهاء المعاناة أو التوصل إلى سلام لا يتوافق مع أهداف نتنياهو وحلفائه، الذين يهدفون إلى توسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية إلى ما بعد حدود عام 1967. في المقابل، جاءت ردود الفعل الغربية ضعيفة، سواء من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وهو ما سمح لإسرائيل بالتحرك بحرية وانتهاك سيادة دولة حليفة للولايات المتحدة.

رغم انتقاد الرئيس الأمريكي هجوم إسرائيل على قطر، إلا أنه أبدى موافقته الضمنية على الهدف العام المتمثل في القضاء على قادة حماس. الأمر الذي يعكس غياب أي خطوط حمراء حقيقية أمام حكومة إسرائيل المتطرفة، وفقًا للمراقبين الغربيين.

الدعوة الأوروبية لموقف أكثر حزماً

في هذا السياق، حثت تقارير لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني على ضرورة أن تكون بريطانيا أكثر جرأة وحزمًا في مواجهة الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك اتخاذ إجراءات اقتصادية فعالة وعزل منتهكي القانون الدولي. كما ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يتحرك بما يحقق أثرًا ملموسًا على أرض الواقع، وليس مجرد تصريحات شكلية.

الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة

يبدو أن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القدرة على الضغط على نتنياهو لوقف حملته العسكرية في غزة. أما سلبية أوروبا، فهي تعزز قناعة نتنياهو بأنه يستطيع تنفيذ مخططاته الاستراتيجية دون عوائق، بما في ذلك استمرار الضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية واستهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة.

الرمزية لا تكفي

بالرغم من أن بعض الاعترافات الرسمية بالدولة الفلسطينية، والتي ستُعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، تحمل رمزية مرحبًا بها، إلا أن استمرار الضربات الإسرائيلية في الخليج وزيادة معاناة المدنيين في غزة يظهر أن هذه الرمزية لا تكفي لتحقيق السلام، ويجب أن تترافق مع إجراءات دولية حقيقية لوقف التصعيد وإعادة الثقة في جهود الوساطة.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى