قمة عربية إسلامية طارئة تبحث سبل حماية المنطقة من الهجمات الإسرائيلية

تعقد اليوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة لبحث الخطوات العملية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، بعد سلسلة هجمات استهدفت عدة دول بينها قطر، وأثارت مخاوف بشأن الأمن الإقليمي وضرورة بناء قوة ردع عربية إسلامية مشتركة.

خطة لبناء قوة ردع عسكرية عربية إسلامية

يرى خبراء ومحللون أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على فلسطين وسوريا ولبنان وإيران وتونس وقطر، يفرض على الدول العربية والإسلامية التحرك لإنشاء حلف دفاعي مشترك. وتقترح الدراسات أن تقود هذا الحلف ست دول رئيسية هي: تركيا، باكستان، مصر، السعودية، الجزائر، ودول مجلس التعاون الخليجي، على أن تشارك بقية الدول بحسب حجمها وإمكاناتها.

هذه القوة، بحسب الخبراء، ستتولى مهمة حماية سيادة الدول وردع أي اعتداءات جديدة، خصوصًا في ظل ما اعتبروه تراجعًا في المظلة الأمنية الأمريكية وفشلها في كبح الغطرسة الإسرائيلية.

فشل الحماية الأمريكية ودعوات لموقف موحد

أشارت تحليلات سياسية إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة كشف حدود الحماية الأمريكية لشركائها في المنطقة. واعتبر خبراء أن واشنطن إما غير راغبة أو غير قادرة على وقف التصعيد الإسرائيلي، وهو ما يعزز الحاجة لتوحيد الصف العربي والإسلامي ضمن رؤية جديدة للأمن الإقليمي.

زيارة روبيو لإسرائيل وسط التصعيد

في موازاة القمة، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تل أبيب في زيارة تتزامن مع انعقاد الاجتماع الوزاري الطارئ. وتوقعت تقارير إعلامية أن يحمل روبيو رسائل تطمين تؤكد استمرار دعم بلاده لإسرائيل، رغم الجدل الواسع حول الهجمات على قطر.

روبيو صرّح قبل مغادرته الولايات المتحدة بأن حركة حماس “لن تتمكن من البقاء إذا كان السلام هدفًا”، في إشارة إلى موقف أمريكي داعم للعمليات الإسرائيلية.

القمة تبحث قرارات حاسمة

القمة، التي يشارك فيها وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، تهدف إلى صياغة مشروع قرار موحد بشأن هجوم إسرائيل على مقرات حركة حماس في الدوحة، إضافة إلى مناقشة مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن خطة للسلام في غزة بوساطة قطرية.

وكالة الأنباء القطرية “قنا” نقلت عن محللين وخبراء تأكيدهم أن القمة تعكس إدراكًا راسخًا بأن مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية تتطلب موقفًا عربيًا وإسلاميًا صلبًا يعزز سيادة الدول ويحمي حقوق الشعب الفلسطيني.

رسائل واضحة للمجتمع الدولي

أكدت “قنا” أن القمة خطوة استراتيجية نحو بلورة موقف حازم يوجّه رسالة واضحة للمجتمع الدولي: أي اعتداء على دولة ذات سيادة أو على حقوق الفلسطينيين لن يمر دون مساءلة. كما شددت الوكالة على أن التنسيق العربي والإسلامي هو الضامن الفعلي لأمن واستقرار المنطقة، وحماية شعوبها من أي تهديدات محتملة.

مواقف الخبراء والسياسيين

سياسيون وأكاديميون وصفوا قمة الدوحة بأنها محطة محورية لتعزيز العمل العربي والإسلامي المشترك. وأكدت خبيرة حقوق الإنسان والقانون الدولي نهلة المومني لوكالة “قنا” أن الوساطة القطرية لعبت دائمًا دورًا مركزيًا في تهدئة التوترات وحماية المدنيين، خصوصًا في قطاع غزة.

انعكاسات إقليمية ودولية

وسائل إعلام أمريكية تحدثت عن اهتزاز شعور الأمان لدى دول الخليج بعد استهداف قطر بالقصف الإسرائيلي، فيما توقّع محللون أن بعض الدول قد تعيد النظر في مشاركتها باتفاقيات “إبراهام”، بينما قد تلجأ دول الخليج لتفعيل “قوة درع الجزيرة” كآلية ردع جماعي ضد أي تهديدات جديدة.

نحو أمن إقليمي جديد

في ظل التطورات المتسارعة، يُجمع المراقبون على أن قمة الدوحة قد تكون بداية مسار استراتيجي جديد يعيد صياغة منظومة الأمن العربي والإسلامي، ويضع قواعد واضحة لردع أي هجمات مستقبلية وحماية سيادة الدول واستقرار المنطقة.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى