إسرائيل تشن هجومًا بريًا واسعًا داخل مدينة غزة

أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن الجيش بدأ تنفيذ هجوم بري عميق في شوارع مدينة غزة المزدحمة، واصفين العملية بأنها “المرحلة الرئيسية” في مساعي الجيش لتفكيك بنية حركة حماس في القطاع.
وقال مسؤول في جيش الدفاع الإسرائيلي إن القوات بدأت تقدمًا ليليًا من الضواحي باتجاه مركز المدينة، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن “مناورة منسقة وتدريجية” تجمع بين الاستخبارات والقوات الجوية والبرية.
وأضاف المسؤول أن التقديرات تشير إلى وجود نحو 3000 مقاتل من حماس وحلفائها في مدينة غزة، وأن الجيش يتوقع مقاومة عنيفة فوق الأرض وتحتها.
اتهامات أممية لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية
تزامن الهجوم مع نشر لجنة خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان تقريرًا يتهم إسرائيل بارتكاب أعمال “تفي بمعايير اتفاقية الإبادة الجماعية”.
وقالت نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق، إن هناك “نية واضحة لتدمير الفلسطينيين في غزة”.
في المقابل، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير ووصفته بأنه “منحاز ومحرّف”.
تصريحات القيادة الإسرائيلية
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة “إكس”: “غزة تحترق. جيش الدفاع الإسرائيلي يضرب البنية التحتية للإرهاب بقبضةٍ من حديد ولن نتراجع حتى اكتمال المهمة”.

وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدء “عملية قوية في غزة”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمر بمرحلة حرجة. وقد جاءت تصريحاته أثناء حضوره جلسة استماع لمحاكمته في قضايا فساد، ما أثار مجددًا جدلًا حول استغلاله الحرب لتعزيز موقعه السياسي.
القصف العنيف ونزوح السكان
أفاد سكان غزة بوقوع قصف مكثف قبل انطلاق الهجوم البري. وأشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن 40% من سكان المدينة، البالغ عددهم نحو مليون نسمة، غادروها بالفعل بعد أوامر الإخلاء.
فيما حذر المتحدث باسم الجيش، العقيد أفيخاي أدرعي، المدنيين قائلاً: “مدينة غزة منطقة قتال خطيرة، والبقاء فيها يعرض حياتكم للخطر”.
دعم أمريكي واتهامات باستخدام الرهائن
شُنّ الهجوم بعد زيارة استمرت يومين لوزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي جدّد التزام واشنطن بـ“الدعم الثابت لإسرائيل”.
في الوقت نفسه، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر “تروث سوشيال” تقريرًا غير مؤكد حول نقل حماس لعدد من الرهائن الإسرائيليين لاستخدامهم كدروع بشرية، محذرًا الحركة من “فشل جميع التوقعات” إذا حدث ذلك.
الأبعاد السياسية للهجوم
الهجوم الإسرائيلي جاء في سياق سياسي معقد داخل إسرائيل، حيث يواجه نتنياهو محاكمة بتهم الفساد، وسط انتقادات تتهمه بإطالة أمد الحرب لتأجيل الانتخابات والحفاظ على حصانته القانونية.
لندن – اليوم ميديا