كارثة إنسانية في غزة: 400 ألف فلسطيني يفرون من المدينة

أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأن نحو 400 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة نتيجة التصعيد العسكري الأخير، في أكبر موجة نزوح تشهدها المدينة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وأوضح التقرير أن الغارات الجوية والاشتباكات الأرضية المتواصلة أجبرت السكان على مغادرة منازلهم والتوجه نحو مخيمات مؤقتة أو مناطق أقل تأثرًا بالصراع.
وأشار التقرير إلى أن النقص الحاد في الغذاء والمياه والكهرباء يزيد من معاناة المدنيين، ويجعل ظروف النزوح أكثر خطورة، خاصة للأطفال وكبار السن والمرضى. وبحسب المصادر، فإن معظم النازحين لجأوا إلى مناطق شمال غزة وبلدات حول المدينة، في محاولة للهروب من القصف العشوائي والمجازر التي تتكرر يوميًا.
هذا النزوح الكبير يأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن استمرار القصف سيؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق، مع تهديد مباشر للحياة اليومية لملايين الفلسطينيين المحاصرين.
من جانبها، دعت المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه والأدوية، لإنقاذ النازحين من ظروف النزوح القاسية. وأكدت التقارير أن العائلات المشردة تعاني من نقص شديد في المأوى والأغطية والدواء، وأن معظمهم يعيشون في مخيمات مؤقتة أو في مدارس ومستشفيات ميدانية.
وعلى الصعيد السياسي، أثار النزوح الجماعي موجة من الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب العمليات العسكرية المكثفة التي تتسبب في معاناة المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. واعتبرت تقارير حقوقية أن هذه الأحداث قد تشكل خرقًا للقانون الدولي الإنساني، وتدعو إلى تدخل عاجل لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة.
يأتي ذلك في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد حل للأزمة، فيما تبقى المدينة تحت ضغط هائل من النزوح المستمر وتزايد العنف، وسط مخاوف متزايدة من انفجار أزمة إنسانية كبرى قد تمتد تأثيراتها إلى المنطقة بأكملها.
لندن – اليوم ميديا