رسائل روبيو إلى قطر.. إنذار دبلوماسي أم فرصة أخيرة لغزة؟

حث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قطر على الاستمرار في لعب دور الوسيط في الصراع الدائر في غزة، مع تصاعد الضربات الإسرائيلية واجتماع القادة العرب في الدوحة لمناقشة التوترات الإقليمية المتزايدة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شدد روبيو على الدور المحوري لقطر في تسهيل إطلاق سراح 48 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، ودعم الجهود المبذولة لنزع سلاح حركة حماس.

قطر بين الضغوط الأميركية والغضب من إسرائيل

تصريحات روبيو جاءت في وقت يتزامن فيه التصعيد العسكري مع الحراك الدبلوماسي، ما أثار مخاوف متزايدة من توسع دائرة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة. وأكد الوزير الأمريكي أن قطر، الحليف القديم لواشنطن، قادرة على لعب دور بنّاء في رسم مستقبل سكان غزة بعيدًا عن هيمنة الجماعات المسلحة.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تشجيع الدوحة على الانخراط في جهود الوساطة، على الرغم من الغضب القطري بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الدوحة التي استهدفت قيادات من حماس.

نتنياهو يتبنى موقفًا متشددًا

من جانبه، تبنى نتنياهو موقفًا متشددًا، مؤكداً أنه لن يستبعد شن المزيد من الضربات ضد قادة حماس “أينما كانوا”، رغم الانتقادات الدولية الواسعة للهجوم الإسرائيلي. هذا التوجه يعقد المشهد الدبلوماسي ويزيد الضغط على الوسطاء الساعين إلى تحقيق اختراق سياسي.

الوضع الميداني في غزة: تصعيد ومعاناة إنسانية

ميدانيًا، واصلت القوات الإسرائيلية هجماتها على مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 16 فلسطينيًا في غارات استهدفت منزلين وخيمة تأوي عائلات نازحة، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما دمر الجيش الإسرائيلي برجًا سكنيًا من 16 طابقًا – الأكبر في المدينة – بعد تحذير السكان من الإخلاء، مدعيًا أن المبنى يخفي بنية تحتية تابعة لحماس.

هذه التطورات عمّقت الأزمة الإنسانية، إذ فر الآلاف من السكان وسط مشاهد من الذعر والدمار. وأكدت وزارة الصحة أن 3 فلسطينيين آخرين توفوا جراء سوء التغذية خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد الوفيات بسبب الجوع إلى 425 منذ بداية الحرب، بينهم 145 طفلًا.

اتهامات أممية بفرض النزوح الجماعي

منظمات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة اتهمت إسرائيل بفرض نزوح جماعي قسري على سكان غزة، مؤكدة أن الظروف في “المناطق الإنسانية” التي حددتها تل أبيب لا تطاق بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء. وأكد شهود عيان أن العائلات النازحة تتحرك جنوبًا خوفًا من ضربات جديدة، رغم اعتقاد كثيرين أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.

القمة العربية في الدوحة وتحذيرات ضد إسرائيل

في المقابل، ناقش القادة العرب في الدوحة مشروع قرار يحذر إسرائيل من أن استهداف قطر قد يهدد جهود تطبيع العلاقات الإقليمية. غير أن الشكوك تسود بين الفلسطينيين الذين يعتبر كثير منهم هذه القمم غير فعّالة.

من جانبها، قالت حركة حماس إن أكثر من 350 ألف شخص نزحوا منذ 11 أغسطس، فيما تم تدمير نحو 1,600 مبنى سكني و13,000 خيمة.

الموقف الأميركي: دعم لإسرائيل وتحذير لحماس

رغم التحركات الدبلوماسية، شدد روبيو على دعم واشنطن “الثابت” لإسرائيل، مؤكدًا أن حماس يجب أن تتوقف عن الوجود كجماعة مسلحة. وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب قريبًا، ما يعكس التباين داخل المشهد السياسي الأمريكي تجاه إدارة الأزمة.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى