اتفاق أمني على الطاولة: هل يغيّر أحمد الشرع قواعد اللعبة بين سوريا وإسرائيل؟

قال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، الأربعاء، في دمشق، إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل قد تُفضي إلى نتائج خلال “الأيام المقبلة”، مشدداً على أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق أمني يحترم السيادة السورية ويخضع لرقابة الأمم المتحدة.

وأوضح الشرع أن المباحثات، التي كانت قريبة من الاكتمال في يوليو الماضي، تعطلت بسبب أحداث السويداء، لكنه أكد أن الاتفاق يظل “ضرورة” لوقف الضربات الإسرائيلية المتكررة وضمان انسحاب القوات المتوغلة جنوب البلاد.

واشنطن وسياسة الضغوط

ذكرت وكالة “رويترز” أن واشنطن تضغط لإنجاز الاتفاق قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. غير أن الشرع نفى وجود أي ضغوط مباشرة من الإدارة الأمريكية، معتبراً أن دورها يقتصر على الوساطة.

وأشار إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف ضربة جوية و400 توغل بري منذ ديسمبر 2024، واصفاً هذه التحركات بأنها “مناقضة للسياسة الأمريكية المعلنة بشأن سوريا مستقرة وموحّدة”.

حدود الاتفاق المحتمل

أوضح الشرع أن دمشق تسعى لاتفاق يشبه اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، بما في ذلك إنشاء منطقة منزوعة السلاح.

وتطالب سوريا بانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، بينما يتمسك وزراء إسرائيليون علناً بالإبقاء على السيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها جبل الشيخ.

وأضاف الشرع أن أي نقاش حول هضبة الجولان “سابق لأوانه”، مشدداً على أن اتفاق تطبيع سياسي على غرار “اتفاقات أبراهام” ليس مطروحاً حالياً.

أجواء الحرب والوساطات الإقليمية

تزامنت تصريحات الشرع مع قصف إسرائيلي استهدف وزارة الدفاع السورية ومواقع قرب القصر الرئاسي في دمشق. ووصف الشرع الضربات بأنها “إعلان حرب”، فيما قالت إسرائيل إنها جاءت لحماية الأقلية الدرزية في الجنوب.

في المقابل، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، “خريطة طريق” للمصالحة في السويداء بدعم أمريكي وأردني، تشمل تعويض المتضررين، عودة النازحين، ونشر قوات محلية لحماية المدنيين.

اتهامات بانتهاكات إسرائيلية

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” القوات الإسرائيلية بارتكاب انتهاكات في جنوب سوريا، شملت التهجير القسري، مصادرة المنازل، والاعتقالات التعسفية.

وردّ الجيش الإسرائيلي بأن عملياته “تتماشى مع القانون الدولي” وتهدف إلى حماية مواطنيه من “أنشطة إرهابية”.

سوريا الجديدة وإسرائيل: معادلة معقدة

منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، في وقت يسعى فيه الشرع لتثبيت شرعية السلطة الانتقالية عبر اتفاقات أمنية تضمن الحد الأدنى من الاستقرار.

ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة من أن أي اتفاق قد يُرسخ واقعاً جديداً على الأرض، في ظل استمرار السيطرة الإسرائيلية على مواقع جنوبية استراتيجية، وانقسام المواقف بين دمشق وتل أبيب حول مستقبل الحدود والسيادة.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى