الغاز الأزرق يتوهج: كيف تهز المواجهة الروسية الأوروبية أسواق الطاقة العالمية؟

أشعلت المواجهة المستمرة بين روسيا والدول الغربية أسعار الغاز الطبيعي عالميًا، مع استفادة محتملة لكل من شركات الطاقة القطرية وعملاق الغاز الروسي “غازبروم”.

وأشار تحليل صحيفة “أوراسيا ديلي” الروسية إلى أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا والعقوبات المتبادلة قلبت سوق الغاز رأسًا على عقب، حيث خفّضت “غازبروم” إمداداتها إلى أوروبا خمسة أضعاف.

تعقيدات إعادة توجيه الغاز إلى الصين

على الرغم من المفاوضات المطولة لإعادة توجيه جزء من الغاز الروسي إلى الصين عبر مشروع “قوة سيبيريا 2″، لم تُسفر تلك المحادثات عن نتائج ملموسة حتى الآن. في المقابل، ساهمت هذه التطورات في رفع أسعار الغاز العالمية بشكل ملحوظ، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه التخلي عن الاعتماد على الغاز الروسي بالكامل.

تأثير الأزمة على منتجي الغاز الأمريكيين

على الرغم من زيادة مشاريع الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، تأثرت هذه الأسواق سلبًا بسبب العقوبات الروسية والعقوبات المضادة، إضافة إلى سياسات ترامب التجارية، مما حدّ من قدرة المشاريع الأمريكية على المنافسة في الأسواق الخارجية.

دور قطر في سوق الغاز العالمي

قامت قطر أيضًا بتعديل خططها لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال، في ظل تحولات السوق العالمية. وقد اعتبر بعض المحللين، مثل سيرغي كوفمان من “فينام”، أن مشروع “قوة سيبيريا 2” يُمثل تهديدًا إضافيًا لمنتجي الغاز الأمريكيين، خاصة مع استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، واحتمال توقف الصين عن استئناف وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.

توقعات مستقبلية لسوق الطاقة

تشير الأحداث الأخيرة إلى أن التوترات الجيوسياسية ستستمر في لعب دور رئيسي في تحديد أسعار الغاز العالمي، فيما تتنافس الدول الكبرى لإعادة صياغة موازين الطاقة. وبينما تسعى أوروبا للابتعاد عن الغاز الروسي، يبقى السؤال عن مدى قدرة الولايات المتحدة وقطر على استغلال الفرص الجديدة في السوق العالمية.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى