غزة تحت الحصار: تقدم دبابات إسرائيلية وانقطاع الاتصالات يثير مخاوف واسعة

شهد قطاع غزة اليوم انقطاعًا واسعًا في خدمات الإنترنت وخطوط الهاتف، بالتزامن مع تقدم قوات إسرائيلية في مناطق استراتيجية داخل مدينة غزة، مما يشير إلى تصعيد محتمل للعمليات البرية في الأيام المقبلة.
تقدم القوات الإسرائيلية وانقطاع الاتصالات
بدأت دبابات إسرائيلية اليوم الخميس بالزحف في منطقتين تمثلان مدخلين إلى وسط المدينة، بينما أوقفت شركات الاتصالات الفلسطينية خدمات الإنترنت والهاتف نتيجة استهداف مسارات رئيسية مغذية للقطاع.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، إن مجموعة مشتركة من المشاة والدبابات والمدفعية تقدمت تدريجيًا نحو وسط غزة، مدعومة بسلاح الجو، مشيرًا إلى أن العملية ستتصاعد مع مرور الوقت.
وأفادت رويترز أن القوات الإسرائيلية تسيطر على الأحياء الواقعة في شرق المدينة، وقصفت مؤخراً حيي الشيخ رضوان وتل الهوا، فيما يتحصن معظم السكان في المناطق الغربية والوسطى من المدينة. ويقدر عدد النازحين جنوباً بنحو 450 ألفًا من سكان غزة، وفق تصريحات الجيش الإسرائيلي.
الوضع الإنساني المتدهور
مع تقدم القوات، يعيش الفلسطينيون حالة من الخوف والقلق الشديد. وقال بسام القنوع، وهو نازح مع نحو 30 فردًا من عائلته: “ما في إمكانية إني أرحل، ولادنا ما بتنامش من الخوف أصلا”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 85 فلسطينيًا خلال 24 ساعة الماضية نتيجة القصف وإطلاق النار، معظمهم في مدينة غزة. كما أفادت بوفاة أربعة فلسطينيين آخرين بسبب سوء التغذية والجوع، ليصل إجمالي الوفيات الناتجة عن الحرب إلى 435 شخصًا، بينهم 147 طفلًا.
حذرت منظمة الصحة العالمية من نقص حاد في الدم في المستشفيات، قد يؤدي إلى توقف الخدمات الطبية الأساسية خلال أيام، في ظل شح الغذاء والدواء والمأوى للنازحين.
رهائن وحرب نفسية
لا يزال 48 رهينة محتجزين في غزة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس إن الرهائن “موزعون داخل أحياء مدينة غزة”، وأكدت الحركة في بيان مكتوب: “بدء هذه العملية الإجرامية وتوسيعها يعني أنكم لن تحصلوا على أي أسير لا حي ولا ميت”.
وفي المقابل، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة إكس قائلاً: “إذا لم تفرج حماس عن الرهائن وتتخلى عن سلاحها، فسوف يتم تدمير غزة وتحويلها إلى ضريح للمغتصبين والقتلة من أعضاء حركة حماس”.
النزوح والضغط على المدنيين
فر مئات الآلاف من سكان غزة منذ إعلان إسرائيل في 10 أغسطس عن نيتها السيطرة على المدينة، بينما لا يزال عدد أكبر منهم في منازل مدمرة أو مخيمات مؤقتة.
وأشار إسماعيل، أحد المدنيين، إلى صعوبة التنقل: “قطع النت والاتصالات عادة مش بشارة كويسة لأنه دايما بتكون علامة إنه في شيء كتير مش كويس ووحشي ممكن يحصل”.
يتحرك السكان جنوبًا باستخدام جميع أنواع المركبات، من سيارات عادية إلى شاحنات، وهم يحملون متعلقاتهم الأساسية مثل حشايا للنوم وأسطوانات الغاز، في محاولة للابتعاد عن مناطق القصف.
هجمات متزامنة وتوتر إقليمي
هاجمت إسرائيل أهدافًا عسكرية تابعة لجماعة حزب الله في جنوب لبنان، فيما قُتل إسرائيليان عند جسر الملك حسين الذي يربط الضفة الغربية بالأردن في حادث وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه “هجوم إرهابي”.
خلفية النزاع
اندلعت الحرب بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 رهينة. وتقول إسرائيل إن حماس تتحمل مسؤولية استمرار الحرب، بينما تؤكد الحركة أنها لن تتخلى عن سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية.
لندن – اليوم ميديا