سوريا على شفير الانقسام: الفرات محور مواجهة المعسكرين

أصبح نهر الفرات نقطة الصراع الرئيسية في سوريا الجديدة، حيث يقسم البلاد بين أكبر معسكرين مسلحين ويكشف الفجوة العميقة في الرؤى المستقبلية. على ضفة النهر الغربية، يقف الجيش السوري الجديد المدعوم بفصائل إسلامية أطاحت بالنظام السابق، فيما يهيمن الأكراد على الضفة الشرقية، محافظين على استقلالهم الذي تحقق بصعوبة.
زيارة ميدانية تكشف واقع الاشتباك
صحفيو رويترز سافروا لمسافة 1800 كيلومتر خلال الصيف عبر خط التماس هذا، وزاروا مراكز استراتيجية والتقوا عشرات المسؤولين العسكريين والمدنيين والنازحين، ليشهدوا منطقة يغيب عنها حكم القانون، وتنتشر فيها الفصائل المسلحة التي تصفي حساباتها الخاصة، وتوتر محلي يهدد أي أمل في تحقيق الوحدة الوطنية.
الفرات: الجسر الفاصل بين المعسكرين
عند أقرب نقطة بين الطرفين، لا تفصل بين القوات سوى 200 متر عند جسر ترابي في دير الزور. وأثناء مرور الصحفيين، أُغلق الجسر مرارًا أمام حركة المرور، مع تفتيش دقيق للأوراق، فيما وقف مقاتلو الحكومة بأسلحتهم مشهرة، فيما حاول بعض السكان الفرار من مناطق الاشتباك الكردية. تبادل الطرفان إطلاق النار، وأسفر عن إصابات بين المقاتلين والمدنيين.
الطرفان: الجيش الجديد مقابل القوات الكردية
يتمركز أحمد الهايس، قائد الفرقة 86، على الضفة الغربية، بينما تسيطر القوات الكردية على أرض أجداده شرق النهر. ويقول الهايس، في إشارة إلى سقوط الرئيس بشار الأسد، إنهم “ما زلنا محتلين هنا”، في حين تؤكد القائدة الكردية سوزدار ديرك استعدادها الدائم لحماية منطقتها، مع تغيير مواقعها بانتظام لتجنب التعقب.
التوازن العسكري بعد سقوط الأسد
بعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر 2024، برز المعسكران كأقوى القوى المسلحة في سوريا. تسيطر الفصائل الإسلامية الغربية على نحو ثلثي البلاد بما يشمل المدن الكبرى والساحل، وتدعمها الولايات المتحدة وتركيا، بينما يحكم الأكراد ثلث شرق البلاد الغني بالنفط والسدود الكهرومائية. ويخشى الأكراد من تخلي الحلفاء الأمريكيين عنهم رغم التدريب والدعم السابق.
مستقبل سوريا على شفير التقسيم
يبقى الفرات اليوم رمزًا للانقسام السوري، وجبهة ساخنة تعكس صراعًا بين رؤية توحيدية تسيطر عليها الفصائل الإسلامية ورغبة كردية بالحفاظ على الاستقلال والسيطرة الإقليمية، ما يجعل مستقبل سوريا على شفير التقسيم.
لندن – اليوم ميديا