مصر تتأهب لسيناء وسط تصاعد التوتر مع إسرائيل وقلق أميركي

أقامت مصر وإسرائيل سلسلة من الاتصالات العسكرية والاستخباراتية لمناقشة الوضع الميداني في شبه جزيرة سيناء، في ظل تصاعد المخاوف من تدفق آلاف الفلسطينيين الفارين من القتال في غزة نحو الأراضي المصرية. وعززت القاهرة وجودها العسكري في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، بما يشكل تحديًا مباشرًا لبنود معاهدة السلام بين البلدين، التي تحظر نشر قوات أو معدات تزيد عن حد معين في سيناء.
المخاوف الأميركية وتقديرات الخبراء
يرى محللون في مركز Stratfor التابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية أن احتمال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل ومصر لا يزال منخفضًا، إلا أن “العقيدة العسكرية العدوانية” التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تزيد من خطر رد الجيش الإسرائيلي بقسوة، حتى على الحوادث الحدودية العرضية. ومن المتوقع أن يضطر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى اتباع نهج مماثل من الحزم العسكري لتفادي أي انطباع بالضعف أو التواطؤ مع الإجراءات الإسرائيلية.
الضغوط السياسية والمجتمعية على القاهرة
من منظور مصري، تلعب المشاعر المعادية لإسرائيل في الشارع المصري وبعض الدوائر العسكرية دورًا كبيرًا في تشكيل السياسة، حيث تمثل ضغطًا سياسيًا يدفع الحكومة إلى إظهار موقف حازم تجاه أي تحركات إسرائيلية قد تُفهم على أنها تهدد السيادة المصرية. وتشير التحليلات إلى أن النزاعات السياسية بين الجارتين قد تُثير ردود فعل انتقامية محلية، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في سيناء.
خطر تأثير الصراع على قطاع الطاقة
لا يستبعد خبراء Stratfor احتمال انتقال التوتر إلى قطاع الطاقة، خصوصًا إذا لم تُخفّض مصر وجودها العسكري على طول الحدود بشكل ملموس. فقد يؤدي هذا الموقف إلى تعليق إسرائيل اتفاقية حقل لوياثان للغاز، ما سيجبر القاهرة على تنويع مصادرها وشراء كميات إضافية من الغاز الطبيعي المسال. ومع ذلك، يرى المحللون الأميركيون أن مصر لن تتمكن بسرعة من تعويض أي خسائر كبيرة في الإمدادات، ما يزيد من تعقيد أزمة الطاقة المحتملة.
لندن – اليوم ميديا