خطة ترامب للسلام في غزة: ترحيب دولي واسع يقابله تشكك فلسطيني عميق

أعرب زعماء من الشرق الأوسط وأوروبا عن دعمهم الحذر لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب في غزة، وهو الدعم الذي خففته الشكوك من جانب الفلسطينيين وسكان القطاع.

الخطة التي أعلنها ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين شملت وقفًا فوريًا لإطلاق النار، تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من غزة، نزع سلاح حماس، وتشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف دولي.

تراجع نتنياهو عن بعض بنود الخطة

بحلول صباح الثلاثاء، تراجع نتنياهو عن بنود أساسية، أبرزها التعهد بعدم احتلال غزة والانسحاب الكامل منها، وأكد أن الجيش الإسرائيلي “سيبقى في معظم أنحاء غزة”، مما أثار مزيدًا من الجدل حول جدية الخطة وإمكانية تطبيقها.

مواقف عربية وإسلامية مرحبة

رغم التحفظات، رحبت المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات وقطر وتركيا وباكستان ومصر وإندونيسيا بالخطة من حيث المبدأ، وأبدت استعدادها للتعاون مع واشنطن لضمان تنفيذها. واعتبر دبلوماسيون أن الخطة، رغم تعقيداتها، تمثل “أفضل فرصة” لإنهاء ما وصفه تقرير أممي حديث بـ”الإبادة الجماعية المستمرة” في غزة.

شكوك فلسطينية عميقة

في المقابل، أبدى الفلسطينيون في غزة تشككًا عميقًا في إمكانية نجاح المبادرة. وقال إبراهيم جودة من جنوب غزة: “الخطة غير واقعية، فهي وُضعت بشروط تعرف الولايات المتحدة وإسرائيل أن حماس لن تقبلها أبدًا”.

وأضاف أبو مازن نصار: “هذا كله تلاعب… ماذا يعني تسليم الأسرى دون ضمانات لإنهاء الحرب؟”.

دعم أوروبي مشروط

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر دعا حماس إلى قبول الخطة وإنهاء المعاناة، بينما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن حماس “ليس لديها خيار سوى اتباع الخطة”. حتى الحكومة الإسبانية ـ رغم انتقاداتها السابقة لإسرائيل ـ رحبت بالمبادرة ودعت إلى الالتزام بإنهاء العنف.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والمستشار الألماني فريدريش ميرز وصفا الخطة بأنها فرصة يجب اغتنامها.

ضغوط دولية على حماس

خبراء ومسؤولون أميركيون سابقون، مثل بريت ماكغورك ودان شابيرو، دعوا إلى ممارسة ضغوط قوية على حماس من قبل قطر وتركيا لإجبارها على القبول بالخطة، معتبرين أن وجود دعم عربي وإسلامي ودولي يمنحها مصداقية غير مسبوقة.

السلطة الفلسطينية وتحدي “السلام العادل”

السلطة الفلسطينية رحبت بالجهود الأميركية لإنهاء الحرب، لكنها شددت على ضرورة أن يقود ذلك إلى “سلام عادل” على أساس حل الدولتين. وأثار إدراج توني بلير في “مجلس السلام” جدلاً واسعًا بين الفلسطينيين الذين ربطوا اسمه بحرب العراق والإرث الاستعماري البريطاني.

انقسام بين التفاؤل والتشاؤم

في إسرائيل، عبّر متظاهرون في تل أبيب عن أملهم بأن تمثل الخطة بداية نهاية الحرب، فيما ظل كثيرون متخوفين من خيبة أمل جديدة.
أما في غزة، فقد تباينت المواقف بين متفائلين كأنس سرور الذي قال: “لا حرب تدوم إلى الأبد”، وبين متشائمين كالمواطن محمد البلتاجي الذي وصف المفاوضات بأنها “لعبة يدفع الشعب ثمنها”.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى