72 مليون دولار من الدعم الدولي تعيد الأمل إلى مدارس موريتانيا

أعلنت هدى باباه، وزيرة التربية الوطنية في الحكومة الموريتانية، أن أكثر من مليون موريتاني سيتوجهون يوم الاثنين المقبل إلى المؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء البلاد، إيذانًا ببدء العام الدراسي الجديد.

وأكدت الوزيرة في تصريحات للصحفيين أن إصلاح التعليم يمثل أولوية مركزية في المشروع المجتمعي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، موضحة أن الهدف هو الرفع من الأداء التعليمي والاستثمار في الإنسان باعتباره أهم استثمار وطني لتحقيق التنمية.

خطة حكومية لتطوير التعليم وتحسين وضع المدرسين

كشفت الوزيرة عن إنشاء صندوق خاص بسكن المدرسين واكتتاب 13 ألف مدرس جديد لدعم المنظومة التعليمية.

وأوضحت أن عدد التلاميذ المسجلين في المدارس يبلغ 750,385 تلميذًا سيتوزعون على 3,676 مدرسة ابتدائية، بإشراف 16,522 معلّمًا.

أما في التعليم الثانوي، فسيستقبل أكثر من 200 ألف طالب في 392 إعدادية وثانوية، يشرف عليهم نحو 7,000 أستاذ.
كما يضم التعليم الخاص 67 ألف تلميذ موزعين على 736 مدرسة ابتدائية خاصة في عموم البلاد.

72 مليون دولار لدعم التعليم في دول الساحل الإفريقي

يتزامن افتتاح الموسم الدراسي مع موافقة الحكومة الموريتانية على اتفاق تمويل جديد لدعم التعليم في منطقة الساحل الإفريقي.

وقال وزير الاقتصاد الموريتاني عبد الله سليمان إن الحكومة صادقت الأربعاء على اتفاق تمويل مع الرابطة الدولية للتنمية بهدف دعم مشروع بعنوان “التدخل الإقليمي من أجل التعلم والتعاون في مجال التعليم في منطقة الساحل”.

وأضاف الوزير أن المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات الأنظمة التربوية في دول الساحل وتوسيع فرص التعليم للشباب في الفئات الهشة.

ويتكوّن التمويل من قرض بقيمة 44 مليون دولار من الرابطة الدولية للتنمية، إضافة إلى هبة قدرها 28 مليون دولار مقدمة من البنك الألماني للتعاون (KfW)، ليبلغ إجمالي الدعم 72 مليون دولار.

النقابات التعليمية ترحب بترسيم مقدمي الخدمات

في سياق متصل، عبّرت النقابة الوطنية للمدرسين (نور) عن تفاؤلها بعد اقتراب اكتمال ترسيم مقدمي خدمة التعليم، وذلك خلال ندوة نظمتها في نواكشوط تحت عنوان “عطاء الماضي ورهان المستقبل”.

وأكد قياديون في النقابة أن ترسيم نحو أربعة آلاف مدرس يمثل إنجازًا فريدًا تم بفضل اتفاق بين النقابة ووزارة التربية، بعد تعليمات مباشرة من الرئيس الغزواني لتسوية وضعية مقدمي خدمة التعليم.

وقالت رقية محمدو، عضو المجلس الوطني للنقابة، إن الترسيم “يشكل خطوة حقيقية نحو الاعتراف بمكانة المدرسين وتحسين ظروفهم المعيشية والمهنية”.

من جانبه، دعا الأمين العام للنقابة الشيخ ولد عبدي وزارة التربية إلى مواصلة الاستجابة لبقية المطالب، خصوصًا ما يتعلق بتسوية وضعية العقدويين وإعادة تصنيفهم ضمن أسلاك الوظيفة العمومية.

محلل سياسي يحذّر من ضياع فرصة التمويل الدولي

وفي قراءة تحليلية، اعتبر الأستاذ والمحلل السياسي المتخصص في قضايا الساحل الإفريقي الولي ولد سيدي هيبة أن التمويل المقدم من الشركاء الدوليين يمثل فرصة لا ينبغي أن تضيع.

وقال في تصريح لوسائل الإعلام بنواكشوط إن هذا الدعم “يشكل خطوة مهمة لتحسين التعليم في دول الساحل، لكنه يحتاج إلى سياسات رشيدة وشفافة لضمان استثمار الأموال في تطوير القطاع فعليًا”.

وأضاف أن “المساعدات الدولية غالبًا ما تضيع بسبب سوء التسيير، لذا يجب أن تُوجَّه هذه الموارد ضمن خطط وطنية واضحة تضمن تأثيرًا ملموسًا على جودة التعليم والتنمية البشرية”.

تفاؤل حذر بمستقبل التعليم في موريتانيا والساحل

ويعكس المشهد العام في موريتانيا حالة تفاؤل حذر بمستقبل العملية التعليمية، مع تزايد الجهود الحكومية والدولية لتحسين البنية المدرسية ودعم المدرسين ورفع جودة التعليم.

ويرى مراقبون أن نجاح الموسم الدراسي الجديد سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة على ترجمة وعود الإصلاح إلى نتائج ملموسة على الأرض.

نواكشوط – المختار ولد اشبيه

زر الذهاب إلى الأعلى