أرشيفية
هل يمكن لأوروبا أن تحافظ على استقلالها الاستراتيجي ووحدتها الداخلية ومرونتها الاقتصادية في ظل الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة والصين؟ هذا السؤال يشغل بال الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، خاصة مع المخاطر الاقتصادية والأمنية المتزايدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، ارتفاع الديون والتضخم، وضعف التمويل.
تواجه أوروبا تحديًا رئيسيًا في علاقتها مع الولايات المتحدة، التي تحت إدارة ترامب تعتمد سياسة “أمريكا أولاً”. هذه السياسات التجارية العدوانية والتشكيك في التحالفات التقليدية خلقت بيئة من التوتر عبر الأطلسي.
الخبير الأمريكي جوناثان أ. تشين يرى أن واشنطن لا يمكنها توقع الكثير من أوروبا بشأن الحرب التجارية مع الصين، نظرًا للتوترات المستمرة بين الطرفين. وفي نفس السياق، يشير مايكل إي أوهانلون من معهد بروكنغز إلى أن أوروبا يجب أن تكون قادرة على إدارة أزمات أمنها بشكل مستقل، مما يسمح للولايات المتحدة بالتركيز على آسيا.
تبنت الصين موقفًا أكثر صرامة تجاه أوروبا، مستغلةً الانقسامات الأوروبية لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي. يشير دانيال س. هاميلتون، الخبير الاستراتيجي في مجلة “فورين أفيرز”، إلى أن بكين يمكن أن تستخدم أساليب ضغط مثل قطع إمدادات المواد الحيوية إذا لم تُلبَّ مطالبها التجارية، بما في ذلك رفع الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية ورفع القيود على صناعة الرقائق.
وتؤكد تارا فارما أن دعم الصين لروسيا في الحرب في أوكرانيا زاد من وعي أوروبا بالمخاطر المرتبطة بتوسيع العلاقات الاقتصادية مع بكين، خصوصًا فيما يتعلق بالاعتماد على الموارد الحيوية والصناعات التكنولوجية.
رغم المخاطر المشتركة من سياسات الصين، لا يزال التوازن الأوروبي مع بكين صعبًا بسبب الانقسامات الداخلية بين دول الاتحاد الأوروبي. فبعض الدول، المعروفة بـ “صقور الصين”، تعطي الأولوية للمصالح الاقتصادية على المكاسب السياسية، بينما تحرص دول أخرى على دعم مواقف أكثر صرامة تجاه بكين.
يشير الخبير الأمريكي توماس رايت إلى أن أوروبا بحاجة للوحدة داخل الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات، إذ أن الانقسام قد يؤدي إلى تفاقم النفوذ الصيني وتقويض التحالف الغربي.
يعتمد الاتحاد الأوروبي في سياساته تجاه الصين على منظور ثلاثي الأبعاد يشمل التعاون والمنافسة الاقتصادية والتنافس المنهجي. هذا التوازن المعقد يتطلب دبلوماسية حذرة، تختلف أحيانًا عن النهج الأمريكي الذي يميل إلى المواجهة المباشرة.
تسعى أوروبا إلى إعادة تعريف دورها على الساحة الدولية، وتطوير أدواتها لتحقيق استقلال استراتيجي خاص بها. ويشمل ذلك سياسات صارمة تجاه الشركات والبنوك الصينية، وفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية، والتحقيق مع الشركات الصينية، واستبعاد منتجي الأجهزة الطبية الصينيين من المناقصات العامة.
تعكس هذه الإجراءات التزام أوروبا بحماية مصالحها طويلة الأجل، حتى وإن اقتضى الأمر الابتعاد عن بعض السياسات الأمريكية، مثل اللوائح الرقمية التي قد تؤدي إلى حظر تطبيقات صينية دون تنسيق مع واشنطن.
لندن – اليوم ميديا
في تصعيد جديد بين حماس وواشنطن، ردّت الحركة على بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي زعم…
تصاعدت التوترات في غزة مجددًا بعد أن شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على رفح وجباليا،…
كشفت تقارير أميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدّم عرضًا مفاجئًا لنظيره الأميركي دونالد ترامب…
تعيش الكوت ديفوار على وقع سباقٍ انتخابيٍّ محمومٍ، تحيط به أجواء مشحونة بالتوتر والدعاية السياسية…
أفادت تقارير إخبارية ومسؤولون أمنيون أن هاكرز مجهولين نفّذوا عملية اختراق غير مسبوقة استهدفت أنظمة…
قال المهاجم الإنجليزي السابق دارين بنت إن النجم المصري محمد صلاح وقع ضحية للمعايير الخارقة…