تفاؤل حذر يرافق محادثات غزة في شرم الشيخ بمشاركة تركية وأمريكية

يسود تفاؤل حذر أجواء المحادثات الجارية في منتجع شرم الشيخ بين حركة حماس ومسؤولين إقليميين ودوليين، وسط مساعٍ للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في غزة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء إنها سلمت قوائم بأسماء الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم بموجب صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة أنها ترى “مؤشرات إيجابية” في المحادثات الجارية بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة في القطاع.

وذكرت رويترز أن المفاوضات تركز على آليات إنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وصفقة التبادل، وسط مشاركة مسؤولين أجانب كبار في الجلسات.

مشاركة تركية ودور متنامٍ لأنقرة

وقال مسؤول أمني تركي إن رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين يشارك في المحادثات إلى جانب مسؤولين أمريكيين ومصريين وممثلين عن حماس، في إشارة إلى دور متزايد لتركيا التي ترتبط بعلاقات وثيقة بالحركة، رغم أن إسرائيل لم تعترف بها سابقًا كوسيط مباشر.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ترامب طلب من أنقرة المساعدة في إقناع حماس بدعم خطته، مشيرًا إلى أن تركيا تناقش مع الحركة “أفضل نهج لمستقبل الدولة الفلسطينية”، مع تأكيده أن غزة يجب أن تبقى جزءًا من دولة فلسطينية، وأن يحكمها الفلسطينيون أنفسهم.

خطة ترامب ومواقف متباينة

وتنص خطة ترامب على تشكيل هيئة دولية يقودها بنفسه وتضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لإدارة غزة بعد الحرب، على أن تمهد الخطة الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة.

من جانبها، تطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وبدء عملية إعادة إعمار شاملة بإشراف هيئة فلسطينية مستقلة، بينما تشدد إسرائيل على ضرورة نزع سلاح الحركة، وهو ما ترفضه الأخيرة قبل قيام دولة فلسطينية معترف بها.

أجواء حذرة وتباين في المواقف

رغم التفاؤل الأمريكي الذي عبّر عنه ترامب، حذّر مسؤولون من جميع الأطراف من المبالغة في التوقعات، مشيرين إلى أن خلافات جوهرية ما زالت قائمة، خصوصًا حول توقيت تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة المكونة من 20 بندًا.

ومن المقرر أن يشارك في الاجتماعات القادمة رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي المقرب من نتنياهو، إلى جانب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أحد أبرز الوسطاء في الملف.

الأزمة الإنسانية في غزة

في ظل غياب وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل هجومها على غزة، مما زاد من عزلتها الدولية. وتشير تقارير حقوقية وأممية إلى أن الحرب أدت إلى نزوح شبه كامل لسكان القطاع وتسببت في مجاعة واسعة النطاق، وسط اتهامات لإسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية، وهو ما تنفيه وتصف عملياتها بأنها “دفاع عن النفس”.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل نحو 67 ألف شخص منذ بدء الهجوم الإسرائيلي عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 251 آخرين، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

لندن – اليوم ميديا

web master

Recent Posts

مستقبل غزة بعد الحرب: ثلاثة سيناريوهات والخطر الأكبر تجدد الصراع

يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…

3 ساعات ago

أسرع سطو في تاريخ اللوفر: 7 دقائق تهز باريس

تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…

3 ساعات ago

الإغلاق الحكومي الأميركي يهدد الاقتصاد بخسائر لا يمكن تعويضها

أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…

5 ساعات ago

ابن بيّه يحذر: الذكاء الاصطناعي يهدد إنسانيتنا.. ووقت الضمير العالمي ينفد

في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…

6 ساعات ago

«حنظلة» تخترق إسرائيل وتكشف أسرار 17 عالماً عسكرياً

في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…

8 ساعات ago

غزة… معضلة البناء والتعمير

زيد بن كمي الصور التي بثّتها قناة «العربية» من غزة هذا الأسبوع بعد أن وضعت…

9 ساعات ago