إسرائيل على شفير الكارثة: رامون يحذر من سيناريو نتنياهو المظلم

اعتبر السياسي الإسرائيلي السابق حاييم رامون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل نحو مأزق جديد، في ظل سياسات الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي وصفها رامون بأنها مكررة للخطأ الذي أدى إلى كارثة 7 أكتوبر.
السلطة الفلسطينية بين الاستهانة والتقدير
في مقال رأي نشرته صحيفة معاريف، كتب رامون: “يقول نتنياهو إن السلطة الفلسطينية يجب أن تخضع لإصلاحات واسعة قبل السماح لها بالسيطرة المدنية على قطاع غزة، بينما يقترح ملء هذا الفراغ بـقوة مشتركة بين الدول العربية. باختصار، نتنياهو يقود إسرائيل مرة أخرى إلى كارثة”.
وتساءل رامون عن تناقض سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية: “إذا كانت السلطة فاسدة وخطيرة جدًا، فلماذا تمنحها إسرائيل سيطرة مدنية كاملة في الضفة الغربية دون أي إصلاح؟ بل أكثر من ذلك، هناك تعاون أمني وثيق معها، فكيف يمكن رفض منحها صلاحيات مدنية في غزة بينما تمتلك صلاحيات أمنية واسعة في الضفة؟”
خطر التدويل: قوة عربية مشتركة بين القطاع وإسرائيل
حذر رامون من فكرة إدخال قوة مشتركة عربية للسيطرة على القطاع، واصفًا إياها بـ”غير المنطقية والخطيرة”: “في اللحظة التي يحتاج فيها الجيش الإسرائيلي للعمل ضد حماس، ستواجهه عقبة جديدة: الحاجة للعمل وسط قوات عسكرية سعودية أو مصرية قد لا ترغب بالضرورة في مواجهة حماس. أيقنت إسرائيل أنها ستدخل في صدام مستمر أو مفاوضات معقدة، بينما السرعة والدقة الأمنية مطلوبة”.
نموذج السلطة الفلسطينية: تعاون مدني وأمني
بحسب رامون، الحل الأمثل هو استنساخ نموذج الضفة الغربية في غزة: “إسرائيل تحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة، وتعمل السلطة الفلسطينية كمقاول تنفيذي مدني. تتولى السلطة الخدمات البلدية والصحية، وحل النزاعات العشائرية، وإدارة الشرطة ضد الجريمة والإرهاب، بينما يدعمها الجيش الإسرائيلي عند الضرورة”.
ويضيف رامون: “السلطة الفلسطينية تعتبر حماس عدواً، وتتعاون معها إسرائيل أمنياً، وهو تعاون أنقذ حياة آلاف الإسرائيليين، ويمكّن الجيش من العمل بحرية في الضفة الغربية”.
أخطاء نتنياهو المتكررة
رغم إدراك نتنياهو لأهمية السلطة الفلسطينية، يرى رامون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يصر على الفصل بين الضفة والقطاع: “نفس المفهوم الذي أدى إلى نمو حماس وفشل 7 أكتوبر، واليوم، يدفع نحو تدويل القطاع، ما سيصعب عمل إسرائيل ويزيد المشاكل مع الدول العربية”.
ويشير رامون إلى أن أي تدخل للقوات العربية المشتركة قد يسمح لحماس ببناء قوتها العسكرية دون عوائق، على عكس القوة الفلسطينية التي ترغب في القضاء على التنظيم.
السلطة الفلسطينية: عيوبها لا تفسد الصورة الأمنية
اعترف رامون بأن السلطة الفلسطينية ليست مثالية:
- استمرار دفع الأموال لعائلات “المخربين”.
- مديح بعض أعضاء السلطة لـ”المخربين”.
- التربية على كراهية إسرائيل في نظامها التعليمي.
- تصريحات أبو مازن المثيرة للجدل.
ولكنه يؤكد: “الخلاصة أن السلطة تحت قيادة أبو مازن تحافظ على تعاون أمني وثيق مع إسرائيل، وهو تعاون يحمي حياة الإسرائيليين ويدير حياة ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية بفعالية”.
المعارضة الإسرائيلية: صمت مريب
اختتم رامون مقاله بتحذير من دور المعارضة الإسرائيلية: “عندما نناقش سياسة نتنياهو، نصطدم بظاهرة مقلقة: قادة المعارضة إما يلتزمون الصمت، أو يتبنون سياسة نتنياهو عملياً، دون تقديم بدائل حقيقية”.
خلاصة رامون: الطريق الأمثل لإسرائيل
- رفض تدويل القطاع تحت قوة عربية مشتركة.
- دعم السيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية تحت مظلة الجيش الإسرائيلي.
- استنساخ نموذج الضفة الغربية في غزة لضمان الأمن ومكافحة حماس.
رامون يحذر أن استمرار سياسة الفصل والتدويل قد يكلف إسرائيل دماءً ومصالح استراتيجية كبيرة، كما حدث في الماضي.
لندن – اليوم ميديا