غزة تهزم هوليوود: فلسطين تكسر أسطورة الصورة المزيفة

على مدى عقود، رسمت هوليوود صورًا مشوّهة عن الفلسطيني والعربي، فصُوّر كـ”الهمجي الإرهابي” و“المتخلف المعادي لإسرائيل المتحضرة“. لكن الإبادة الجماعية في غزة، وحركة التضامن المتنامية، كشفت الحقيقة للعالم: “الفيل في الغرفة”، والصورة كانت مقلوبة.
صرخة الفنان خواكين فينيكس والممثلة روني مارا، وصوت المخرجة هند رجب كوثر بن هانيا في مهرجان البندقية السينمائي 82 في 3 سبتمبر، كانت الطلقة الأولى التي كسرت الصورة الزائفة، ووضعت فلسطين على خريطة الفن العالمي.
غزة في شاشات الغرب: الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها
الفيديو الأكثر صدمة، والذي وثقه ماثيو كسيل من الغارديان في تل أبيب، كشف الصدمة الحقيقية: الإسرائيليون يعيشون حياتهم الطبيعية بينما الآلة الحربية تمزق غزة. الأطفال يتضورون جوعاً، والنساء يقتلن بلا رحمة، بينما الأسواق والمقاهي في إسرائيل تزدهر.
“اسمع، الأوروبيون والأستراليون أغبياء… الإسلام قادم إليهم أيضًا”، صرخ أحد الإسرائيليين، معبرًا عن تعاطف ضئيل تجاه الفلسطينيين.
هذه المشاهد قلبت معايير الرأي العام، وأظهرت التناقض الفاضح بين الواقع وما كانت هوليوود تسوّقه لعقود.
الفن ضد الرقابة: أول صرخة تضامن
بعد 7 أكتوبر، أصبح كل فنان عربي في الغرب مهددًا بمهنته إذا تحدث علناً عن الحقيقة الفلسطينية. جوناثان جليزر استخدم خطابه في الأوسكار 2024 لإدانة اللامبالاة الغربية تجاه غزة.
لكن نجوم عالميون مثل مارك روفالو، خافيير بارديم، سوزان ساراندون، ميليسا باريرا، بيلا حديد، دوا ليبا، رفعوا أصواتهم لتأييد الفلسطينيين، مؤكّدين أن الفن يمكن أن يكون أداة للمقاومة والوعي، ضد الرقابة والتزييف الإعلامي.
فلسطين على خريطة الفن العالمي
- الأفلام الفلسطينية المستقلة حصلت على تمويل من مؤسسات أوروبية وشاركت في أكبر المهرجانات العالمية.
- الكتاب والفنانون الفلسطينيون مثل ياسمين زاهر، باسم خندقجي، مصعب أبو توها، ولينا خلف تفاحة، حصلوا على جوائز عالمية.
- الأفلام مثل “لا أرض أخرى” أصبحت أول قصة عربية تفوز بجائزة الأوسكار، وأعلى فيلم عربي ربحًا في أمريكا الشمالية.
اللوبي المؤيد لإسرائيل في الفن أصبح مهمشًا ومنبوذًا، والمال القذر لم يعد يسيطر على سردية الثقافة الغربية.
تداعيات 7 أكتوبر: الفجر الثقافي الفلسطيني
الحرب والإبادة في غزة أثبتت أن الشر واللامبالاة يمكن مواجهته من خلال الفن والفكر. الفلسطينيون والفنانون العرب استخدموا منصات هوليوود، مهرجانات أوروبا، والصحافة الدولية، لتصحيح الصورة، وكسر أسطورة “حرية التعبير الغربية” التي غالبًا ما كانت تغطي على العدالة والإنسانية.
اليوم، القضية الفلسطينية تحظى بوجود فني وثقافي عالمي، ووعي أوسع للمعاناة الحقيقية، ليصبح الفن الفلسطيني جزءًا أساسيًا من المشهد الثقافي العالمي.
غزة لم تعد مجرد “خلفية حرب” في هوليوود، بل أصبحت صانعة تغيير ثقافي حقيقي، يكشف الحقيقة ويضع الفلسطيني في قلب السرد العالمي، كإنسان يسعى للعيش بسلام في أرضه، بينما تتهاوى الروايات المزيفة واللوبيات الصهيونية.
لندن – اليوم ميديا