زيارة الشرع لموسكو: ماذا تقول الصحف الغربية؟

في تحول دبلوماسي لافت، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري المؤقت أحمد الشرع في الكرملين، في أول زيارة رسمية له منذ توليه السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف كشف عن رغبة دمشق في إعادة تعريف علاقتها مع موسكو، مع التركيز على التعاون الأمني والاقتصادي وإعادة الإعمار، في خطوة ترسم معالم التعاون الروسي-السوري الجديد.
أبرز ملامح اللقاء
الوجود العسكري الروسي في سوريا
أكد الشرع لبوتين التزامه بالحفاظ على الاتفاقات السابقة، مما يضمن بقاء القواعد العسكرية الروسية في حميميم وطرطوس، وهما القاعدتان الرئيسيتان لموسكو في المنطقة.
هذا يعكس استمرار النفوذ الروسي على الأرض ويبرز أهمية التنسيق العسكري بين الطرفين، بحسب (الغارديان).
إعادة بناء الجيش السوري
طلب الشرع من روسيا ضمانات بعدم إعادة تسليح قوات النظام السابق، مع السعي للحصول على دعم موسكو في إعادة بناء الجيش السوري الجديد، بما يضمن استقرار البلاد ويقوي سلطتها المؤقتة، بحسب (أكسار أذربيجان).
التعاون الاقتصادي والبنية التحتية
ناقش الجانبان تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والنقل والصحة والسياحة، مع اهتمام دمشق بالحصول على القمح والأدوية الروسية.
كما كشف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن سوريا بحاجة إلى إعادة بناء شاملة للبنية التحتية المتضررة، مع استعداد موسكو لتقديم الدعم والمشاركة في المشاريع الاستراتيجية، بحسب (رويترز).
التعاون الثقافي والإنساني
لم تقتصر المباحثات على البنية التحتية، بل شملت التعاون الثقافي والإنساني، وتطوير السياحة والرعاية الصحية. وأكد نوفاك أن موسكو ودمشق اتفقتا على عقد اجتماع للجنة الحكومية المشتركة قريبًا لتنفيذ المشاريع المتفق عليها وتعزيز الشراكة.
المطالبة بمحاكمة الأسد
أشار الشرع إلى ضرورة محاكمة الرئيس السابق بشار الأسد، الذي منحته روسيا اللجوء، وهو ما يمثل تحديًا دبلوماسيًا لموسكو ويعيد ترتيب الأولويات السياسية السورية، بحسب (الغارديان).
سياق سياسي حساس
تأتي هذه الزيارة في ظل تغييرات سياسية داخل سوريا، حيث شدد الشرع على أن بلاده لن تكون مصدر إزعاج لأي طرف، وستحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع.
كما أشار إلى نيته متابعة ملفات المحاسبة القانونية للرئيس السابق بشار الأسد دون الدخول في صراع مباشر مع روسيا، مع الاعتراف بتكلفة الانخراط في مواجهة موسكو.
ردود الفعل الغربية
تتباين ردود الفعل الغربية حول هذه التطورات:
صحيفة فاينانشيال تايمز أشارت إلى أن اللقاء يمثل تحولًا في العلاقات السورية الروسية، حيث يسعى الشرع لإعادة بناء الثقة مع موسكو بعد الإطاحة بالأسد.
من جهة أخرى، صحيفة الغارديان اعتبرت اللقاء خطوة نحو إعادة تعريف العلاقات بين البلدين، مع التركيز على التعاون الأمني والاقتصادي.
التحليل والتوقعات المستقبلية
يبدو أن سوريا تحت قيادة الشرع تسعى إلى سياسة خارجية أكثر توازنًا، مع الحفاظ على علاقات قوية مع روسيا، بينما تحاول أيضًا تحسين علاقاتها مع الدول الغربية.
من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التنسيق بين موسكو ودمشق في مجالات متعددة، مع التركيز على إعادة الإعمار والاستقرار الأمني.
كما تشير المباحثات إلى أن موسكو مستعدة لدعم الشرع في بناء مؤسسات الدولة الجديدة، مع تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي.
تمثل زيارة الشرع الأولى إلى موسكو صفحة جديدة من التعاون بين روسيا وسوريا، حيث تمتزج السياسة بالدبلوماسية، والاقتصاد بالإنسانية، والاستقرار بالاستراتيجية.
هذا اللقاء يؤكد رغبة الطرفين في إعادة بناء الثقة، وتعزيز مكانة سوريا الإقليمية والدولية، مع التركيز على إعادة الإعمار وتحقيق استقرار مستدام في مرحلة ما بعد الأسد.
لندن – اليوم ميديا