الحوثي يتهم الأمم المتحدة: تهديد مباشر للأزمة الإنسانية في اليمن

تصاعدت لهجة زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، ضد وكالات ومنظمات الأمم المتحدة، متهمًا إياها بالمشاركة في “أنشطة تجسسية وعدوانية” ضد جماعته، ما أثار مخاوف وقلقًا دوليًا ومحليًا حول مستقبل العمل الإنساني في اليمن.
ويواجه الملايين في اليمن أزمة جوع وارتفاع أسعار الغذاء وتضخمًا حادًا، بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب التي أودت بحياة آلاف المدنيين، وخلقت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تحذيرات من مجاعة محتملة عام 2026.
الحوثي يتهم الأمم المتحدة بالتجسس
في خطاب حاد بثه التلفزيون مساء الخميس، اتهم الحوثي منظمات أممية، منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، بالمشاركة في “أنشطة تجسسية وعدوانية”.
وأوضح الحوثي أن بعض موظفي هذه المنظمات لعبوا دورًا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع الحكومة التابعة للحوثي في صنعاء أواخر أغسطس، وأسفرت عن مقتل رئيس الحكومة وعدد من وزرائها.
وأضاف الحوثي أن جماعته تمتلك “معلومات قاطعة ودلائل واضحة” على ضلوع “خلايا تجسسية” داخل المنظمات الإنسانية، قائلًا إن هذه الخلايا “رصدت اجتماعات الحكومة وأبلغت إسرائيل”.
الأمم المتحدة تحذر
رفضت الأمم المتحدة هذه الاتهامات بشكل قاطع، مؤكدة أن المزاعم “مقلقة للغاية” وتهدد سلامة العاملين في القطاع الإنساني.
وحذر خبراء الإغاثة ومسؤولون باليمن من تداعيات هذه الاتهامات على استمرار المشاريع الإنسانية والتنموية، بعد توقف عشرات المشاريع منذ مطلع العام الحالي بسبب نقص التمويل وتراجع الدعم الدولي.
انعكاسات الأزمة على اليمنيين
قال صالح السقاف، مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي في مأرب: “الاتهامات الصادرة عن الحوثي خطيرة وتهدف لعزل اليمن عن المجتمع الدولي.”
وأشار إلى أن تاريخ جماعة الحوثي مليء بالاعتداءات على مقار المنظمات الدولية، واختطاف موظفيها، وفرض قيود تعسفية على حركة الإغاثة، وهو ما وثقته تقارير دولية سابقة.
وأكد وفيق صالح، الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات: “لجأ الحوثي لهذه الاتهامات للهروب من الأزمات الداخلية، مع تعقد الأوضاع الإنسانية والمعيشية في صنعاء والمدن المجاورة.”
تصعيد سياسي على حساب المدنيين
يرى محللون أن اتهامات الحوثي تهدف إلى تصعيد الخطاب السياسي داخليًا وخارجيًا، لكنها تحمل عواقب كارثية على المدنيين:
- تعريض العاملين في الإغاثة الدولية للخطر.
- وقف مزيد من المشاريع التنموية والإنسانية.
- احتمال تفاقم أزمة الجوع والفقر في 2026 إذا استمر نقص التمويل الدولي.
اليمن يظل محورًا لأكبر العمليات الإنسانية في العالم منذ أكثر من عشر سنوات، وتتصاعد المخاطر مع كل تصعيد سياسي، ما يهدد بانزلاق ملايين المدنيين إلى مستويات حرجة من الفقر والجوع.
لندن – اليوم ميديا