فلول المؤتمر الوطني والجاليات السودانية: الحرب والواجهات الزائفة

مجدى رشيد – أكاديمى ومهنى نائب رئيس الجالية بأيرلندا

منذ اندلاع الحرب العبثية في السودان، لم يتوانَ فلول المؤتمر الوطني والمتأسلمون عن استغلال الأزمة، مستفيدين من التباينات والصراعات داخل الجاليات السودانية، سعيًا لإعادة إنتاج نفوذهم السياسي المفقود. في الخارج، لا سيما في أوروبا وأيرلندا، يظهر نشاطهم من خلال الذباب الإلكتروني والمجموعات المتناثرة والواجهات الزائفة التي تحمل أسماء وطنية ودينية براقة، مثل “تجمع الشرفاء” الداعم للجيش في “معركة الكرامة”.

من استراتيجياتهم:

  • يصوّرون النزاع كميدان لإثبات القوة والوجود، بينما هو في الحقيقة أداة لإدامة نفوذهم السياسي وإخفاء فشلهم الداخلي.
  • إنشاء كيانات بأسماء وطنية أو دينية لإخفاء تاريخهم السياسي القديم، وتقديم أنفسهم كقوى وطنية وشريفة.
  • بعضهم يركز على التضليل الإعلامي الرقمي، وآخرون على التأثير الاجتماعي داخل الجاليات، فيما يسعى ثالثون للظهور أمام الإعلام السوداني كطرف “معتدل”.
  • الاعتماد على حسابات وهمية وأخبار مضللة لإيهام الرأي العام بوجود قاعدة شعبية لهم.
  • في أيرلندا، استثمر الفلول الخلافات داخل قيادة الجالية مما أدى إلى شطرها وخلق جالية موازية، فشلوا في بسط سيطرتهم عليها.

تكمن خطورة تحركاتهم في إدامة إيهام الجاليات بأن استمرار الحرب يخدم “الكرامة الوطنية”، بينما هو وسيلة لإعادة التمكين السياسي لهم، من خلال خلق صراعات داخل الجاليات السودانية في الخارج واستغلال الشخصيات القيادية لتفتيت الجاليات، وأخيرًا إعادة تدوير خطابات الفساد والاستبداد التي ميّزت حكم المؤتمر الوطني، بما يهدد استقرار المجتمعات السودانية داخليًا وخارجيًا.

أخطر ما يفعله فلول المؤتمر الوطني اليوم ليس التضليل الرقمي أو الواجهات الزائفة فحسب، بل تحويل دماء السودانيين وصراعاتهم الداخلية والخارجية إلى أدوات لتحقيق نفوذ جديد. الوعي الجماعي للجاليات السودانية وكشف هذه التحركات أمام الرأي العام هو خط الدفاع الأهم لمنع هؤلاء من إعادة إنتاج مشروعهم السياسي الفاشل.


زر الذهاب إلى الأعلى