
تعبيرية
إدة سيدي عالي – (لندن)
أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، بل تسللت إلى المساحات الخاصة والنفسية للمستخدمين، حتى أن البعض بات يلجأ إليها طلبًا للمشورة والدعم العاطفي بدلًا من الأطباء النفسيين.
تقرير لافت نشرته “بي بي سي التركية” بعنوان: “هل يمكن للدردشة مع روبوتات المحادثة أن تكون حلاً لمشاكل الصحة النفسية؟” يسلط الضوء على هذا التحول العميق، من خلال قصة “كيلي” التي لجأت إلى تطبيق Character.ai بعد فشلها في حجز موعد مع طبيب نفسي في النظام الصحي البريطاني. وجدت كيلي في روبوت الدردشة ملاذاً، تتحدث معه لساعات، باحثةً عن فهم ومواساة، رغم أن التطبيق لا يملك خبرة نفسية حقيقية.
الحالة العائلية الصارمة التي تعيشها كيلي منعتها من البوح بمشاعرها داخل المنزل، فوجدت في الذكاء الاصطناعي أذناً صاغية – وإن كانت افتراضية. وبالرغم من افتقار هذه الروبوتات لأي مهارات تحليل سلوكي أو قراءة للغة الجسد، إلا أن التفاعل معها يمنح المستخدمين شعورًا مؤقتًا بالراحة والدعم.
لكن هل يُعوَّل على هذه التكنولوجيا في تقديم علاج نفسي حقيقي؟
الخبراء يؤكدون أن الروبوتات، مهما بلغت دقتها، تظل تفتقر إلى التجربة الإنسانية. فهي أدوات مدربة على قواعد بيانات ومقالات علمية، لكنها لا تملك إحساسًا، ولا تفهم تعقيدات النفس البشرية كما يفعل المعالجون.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن هذه التطبيقات قد تشكل بديلاً مؤقتًا، خاصة في الحالات الطارئة، لكنها لا يمكن أن تحل محل الخبراء. والأخطر من ذلك هو قضية حساسية البيانات، فهذه الروبوتات تعتمد على بيانات المستخدمين لتقديم ردودها، مما يثير مخاوف خصوصية حقيقية.