لقطة الشاشة 2025-01-04 في 8.53.41 ص

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل

مريم عيسى – (لندن)

في عام يُتوقّع أن يكون فارقًا في مسيرة شركة آبل، تجد عملاق التكنولوجيا الأميركية نفسها محاطة بجملة من التحديات المتزامنة، تتراوح بين تهديدات سياسية مباشرة، وتأخر تقني في سباق الذكاء الاصطناعي، ومواجهات قضائية قد تُعيد تشكيل بنيتها المغلقة التي لطالما ميّزتها.

ترامب يُشعل النار: آيفون في مرمى الرسوم

في خطوة أثارت الذعر داخل أروقة آبل، نشر الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب رسالة على منصته “Truth Social”، هدّد فيها بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هواتف آيفون إذا لم تُصنّع داخل الولايات المتحدة.

وبحسب تقديرات “مورغان ستانلي”، فإن تصنيع الآيفون داخل أمريكا قد يرفع سعره بنسبة 35%، ما يعني أن نموذج “آيفون 16 برو” قد يقفز من 999 دولارًا إلى نحو 1350 دولارًا، وهو ما يهدد قدرة آبل التنافسية في سوق مشبعة بالمنافسين.

تأخر في سباق الذكاء الاصطناعي: هل فقدت آبل روح الابتكار؟

رغم إطلاقها منصة Apple Intelligence في أكتوبر 2024، تبدو آبل متأخرة بخطوات عن منافسيها مثل جوجل ومايكروسوفت وسامسونج. تأخر تطوير مساعد “سيري” المحسّن، وإرجاء الكشف عن iOS 19 وmacOS الجديد إلى مؤتمر WWDC في يونيو، يكشف عن حالة من الترقب الحذر وعدم الجاهزية.

المعضلة الكبرى أن آبل لا تواجه فقط منافسيها التقليديين، بل يلوح في الأفق منافس جديد: منتج استهلاكي يُطوّره المصمم الأسطوري السابق للشركة جوني آيف، بالتعاون مع سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، في مشروع قد يُعيد رسم خريطة الأجهزة الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

جبهات قانونية مفتوحة: أبواب آبل المُغلقة على المحك

تخوض آبل حاليًا معركتين قضائيتين ضخمتين:

  1. دعوى مكافحة الاحتكار من وزارة العدل الأمريكية، والتي تتهم الشركة باحتكار سوق الهواتف الذكية، وتقييد انتقال المستخدمين والمطورين إلى البدائل.
  2. القضية المستمرة مع Epic Games، والتي أجبرت آبل على السماح للمطورين بتوجيه المستخدمين إلى خيارات شراء خارج متجر التطبيقات، ما يُهدد أحد أعمدة نموذجها الربحي.

وإذا خسرت آبل دعوى وزارة العدل، فقد تُجبر على تفكيك جزء من بنيتها المغلقة، في خطوة ستكون لها تداعيات ضخمة على طبيعة النظام البيئي الذي بنته لعقود.

شبح “جوجل” في الخلفية: صفقة الـ 20 مليار تحت المجهر

لا تقف تداعيات الاحتكار عند حدود آبل فقط، بل تمتد إلى شراكتها مع جوجل، التي جعلت محرك بحثها الافتراضي على أجهزة آبل مقابل 20 مليار دولار سنويًا. ومع خسارة جوجل لقضية مشابهة، قد تُجبر أيضًا على إنهاء هذه الصفقة، ما سيُسبب خسائر ضخمة في إيرادات آبل من قطاع الخدمات.

هل يتمكن تيم كوك من إعادة السفينة إلى المسار؟

رغم كل تلك التحديات، فإن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، لا يزال يُراهن على إرثه الطويل في إدارة الأزمات، من جائحة كوفيد-19 إلى أزمات التوريد. لكن العام 2025 يبدو مختلفًا: ضغوط سياسية، منافسة تقنية شرسة، ومعارك قانونية مصيرية، كلها تجتمع في وقت واحد.

فهل ستنجح آبل في استعادة مكانتها كمُحرّك للابتكار العالمي؟ أم أن 2025 سيكون عام انكسار العملاق الذي لطالما اعتُبر رمزًا للهيمنة التكنولوجية؟