
أرشيفية
بينما يشهد العالم سباقًا محمومًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، تبرز تساؤلات حقيقية حول مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة: هل سيصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة يتفوق فيها على العقل البشري؟ وهل نحن على مشارف حقبة جديدة من السيطرة التكنولوجية؟
يؤكد خبراء في علوم الحوسبة والأعصاب أن الذكاء الاصطناعي يحقق تطورًا غير مسبوق في قدراته التحليلية والإبداعية، وأننا نشهد اليوم تطبيقات تتخطى حدود ما كان يُعد خيالًا علميًا قبل سنوات قليلة فقط. فبرمجيات مثل GPT وSora وغيرها من نماذج الذكاء التوليدي باتت قادرة على كتابة النصوص، إنتاج الموسيقى، برمجة التطبيقات، بل وحتى إجراء حوارات فلسفية وعاطفية مع البشر.
أين يقف الذكاء الاصطناعي الآن؟
تقول البروفيسورة “إلين كراوز” من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن الذكاء الاصطناعي “اقترب من تخطي الإنسان في مجالات محددة جدًا، مثل سرعة التحليل، ودقة الترجمة، والتعامل مع قواعد البيانات الضخمة”. لكن، وبحسب قولها، “ما زال يفتقر إلى ما يُعرف بالوعي العاطفي، والقدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية ذاتية”.
من جانبه، يرى الدكتور ناصر الكعبي، المتخصص الخليجي في تقنية المعلومات، أن "تفوّق الذكاء الاصطناعي أمر محتوم، لكن لا يعني بالضرورة أن الآلة ستحلّ محلّ الإنسان"، مضيفًا أن "التكامل بين العقل البشري والتقنيات الذكية هو المسار الأذكى، بدلًا من الدخول في صراع وجودي".
ما الذي يخشاه العلماء؟
تزداد المخاوف من فقدان السيطرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي في حال وصولها إلى ما يُعرف بـ"الذكاء الخارق" (Superintelligence). وقد دعا عديد من رواد التكنولوجيا – منهم إيلون ماسك وسام ألتمان – إلى سن قوانين صارمة لمراقبة تطور هذه الأنظمة.
لكن في المقابل، يشير بعض الباحثين إلى أن هذه المخاوف قد تكون مبالغًا فيها، فحتى أكثر الأنظمة تقدمًا اليوم لا تزال تعتمد على بيانات يقدمها الإنسان، ولا تملك وعيًا حقيقيًا أو نية مستقلة.
هل نحن في خطر أم على أعتاب ثورة؟
الواقع أن الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل في تغيير شكل العمل، التعليم، والطب، والبحث العلمي. ومع استمرار التقدم، ستزداد الحاجة إلى تنظيم العلاقة بين البشر والآلات. وفي الوقت الراهن، يبدو أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية، لا خصم مباشر.