ترامب وبوتين يلتقيان الأسبوع المقبل في مفاوضات حاسمة

في تطور مفاجئ قد يُعيد تشكيل ملامح الصراع في أوكرانيا، أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين “في أقرب وقت الأسبوع المقبل”، وسط مؤشرات على إحراز تقدم كبير في مفاوضات السلام، بحسب ما صرح به المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف عقب زيارته لموسكو.
مفاوضات بوتين وويتكوف: تقدم مفاجئ
التقى ويتكوف بالزعيم الروسي في الكرملين في اجتماع دام ثلاث ساعات يوم الأربعاء. ووفقًا لتصريحات ترامب، فقد أحرز الاجتماع “تقدمًا كبيرًا” نحو وقف إطلاق النار. ترامب غرّد قائلاً: “عقد مبعوثي الخاص اجتماعًا مثمرًا للغاية مع بوتين، والجميع متفق على ضرورة إنهاء هذه الحرب”.
وقد زاد هذا الإعلان من الترقب الدولي لاحتمال عقد قمة مباشرة بين ترامب وبوتين، تتبعها قمة ثلاثية تضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
المواقف الأمريكية: تفاؤل مشوب بالحذر
رغم اللهجة الإيجابية، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على ضرورة عدم المبالغة في تقدير هذا التقدم، مؤكدًا وجود “عقبات جدية” لا تزال تحول دون التوصل إلى اتفاق، خاصة فيما يتعلق بالمطالب الإقليمية الروسية. وأشار إلى أن روسيا لم تطرح بعد أي اقتراح ملموس لوقف إطلاق النار.
الهند على خط النار: عقوبات جمركية جديدة
في تطور متصل، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على البضائع الهندية، ردًا على استمرار نيودلهي في استيراد النفط من روسيا. وقد أعربت وزارة الشؤون الخارجية الهندية عن أسفها الشديد لهذا القرار، واصفة إياه بأنه “غير مبرر”.
تهديدات بالعقوبات وتغييرات عسكرية
مع اقتراب المهلة النهائية التي حددها ترامب لروسيا للتوصل إلى اتفاق سلام، توعد بفرض عقوبات جديدة، تشمل ما يُعرف بـ”العقوبات الثانوية” على الدول المتعاملة مع موسكو. كما أمر بإعادة تموضع غواصتين نوويتين، في رسالة واضحة للكرملين.
زيلينسكي يعلّق: نريد سلامًا عادلاً
في ذات السياق، أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تلقيه مكالمة هاتفية من ترامب مساء الأربعاء. وكتب: “موقفنا واضح: نريد إنهاء الحرب، ولكن بشرط أن يكون السلام عادلًا”. وأضاف: “ناقشنا ما دار في موسكو، وعلى روسيا أن تُنهي الحرب التي بدأتها”.
هل اقترب وقف إطلاق النار؟
وردت تقارير غير مؤكدة أن الكرملين يفكر في عرض وقف مؤقت للضربات بعيدة المدى، كخطوة لبناء الثقة في المحادثات المقبلة. ورغم أن ترامب لم يؤكد تفاصيل هذا المقترح، إلا أن المراقبين يعتبرونه تطورًا إيجابيًا، ولو مؤقتًا.
الهجمات مستمرة على الأرض
رغم الحديث عن السلام، لا تزال الهجمات بين الطرفين مستمرة. ففي الأسابيع الأخيرة، شنت أوكرانيا هجمات بالطائرات المسيرة على البنية التحتية الروسية، بينما كثفت موسكو ضرباتها الجوية على المدن الأوكرانية، حيث أُرسلت ما يصل إلى 500 طائرة انتحارية في بعض الليالي، مما أسفر عن مقتل العشرات.
زيارة مرتقبة لأوكرانيا
من المتوقع أن يزور مبعوث ترامب الآخر، كيث كيلوج، كييف قريبًا لإجراء محادثات مع الحكومة الأوكرانية، دون تحديد موعد دقيق بعد.
خلاصة: هل تنجح دبلوماسية ترامب؟
في حال انعقدت قمة ترامب-بوتين فعلًا، ستكون الأولى من نوعها منذ 2021، وقد تمثل نقطة تحول في الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين. لكن المراقبين يحذرون من أن أي اتفاق سلام يجب أن يأخذ في الحسبان السيادة الأوكرانية، وضمانات دولية حقيقية.
تبقى الأيام القليلة القادمة حاسمة. فإما أن يشهد العالم بداية نهاية هذا النزاع، أو تصعيدًا جديدًا يعيد خلط الأوراق.
لندن – اليوم ميديا