لماذا ألاسكا؟ السر التاريخي وراء قمة ترامب وبوتين المرتقبة

اختيار ألاسكا لعقد القمة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ليس قرارًا عشوائيًا، بل يحمل رمزية تاريخية وجغرافية عميقة. كانت ألاسكا جزءًا من الإمبراطورية الروسية حتى بيعها للولايات المتحدة عام 1867، وتقع اليوم في موقع استراتيجي على حدود القطب الشمالي الغني بالموارد الطبيعية الهامة. هذا المزيج من الماضي الاستعماري والرهانات الجيوسياسية الحديثة يجعل من اللقاء المرتقب نقطة محورية قد تعيد رسم معادلات النفوذ بين القوتين، ليس فقط في ملف الأزمة الأوكرانية، بل أيضًا في التحكم بالموارد والمصالح العسكرية في المنطقة القطبية.
إعلان ترامب عن موعد ومكان القمة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، يوم الجمعة المقبل الموافق 15 أغسطس 2025، في قمة وصفت بـ”المفصلية” وسط تصاعد الضغوط لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال”: “سيُعقد الاجتماع المرتقب بيني، بصفتي رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة المقبلة في ولاية ألاسكا العظيمة، وسأوافيكم بمزيد من التفاصيل لاحقًا. شكرًا لاهتمامكم بهذا الموضوع”، في إشارة إلى أهمية اللقاء في سياق الجهود الدبلوماسية الجارية.
موقف موسكو وتعليقات المسؤولين الروس
من جانبها، أكدت موسكو انعقاد القمة، حيث صرح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، بأن “روسيا والولايات المتحدة جاران قريبان، لذا من المنطقي أن تُعقد القمة في ألاسكا”، مشيرًا إلى أن المباحثات ستركز على “حل طويل الأمد للأزمة الأوكرانية”، إلى جانب مناقشة التعاون الاقتصادي في القطب الشمالي ومشاريع واسعة النطاق.
وأضاف أوشاكوف أن القمة المقبلة بعد ألاسكا قد تُعقد في روسيا، مؤكدًا أن دعوة رسمية وُجّهت بالفعل لترامب.
كما علّق كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، على اختيار ألاسكا، واصفًا إياها بأنها “أمريكا الروسية” ذات الروابط التاريخية الأرثوذكسية، ومؤكدًا أنها تجسد الروابط العميقة بين البلدين، خاصة في مجالات البيئة والبنية التحتية والطاقة في القطب الشمالي وخارجه.
أهمية القمة في ظل الأزمات الدولية
ويأتي هذا اللقاء المرتقب في وقت يمارس فيه ترامب ضغوطًا كبيرة على بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، ما يرفع سقف التوقعات بأن تكون “قمة ألاسكا” محطة حاسمة في مسار الحرب الأوكرانية والعلاقات الأمريكية الروسية.
ألاسكا نقطة تحوّل في العلاقات الأميركية الروسية
ويرى مراقبون أن القمة قد تشكل نقطة تحول في العلاقات الأمريكية الروسية، ليس فقط بشأن الحرب في أوكرانيا، بل أيضًا في رسم معادلات النفوذ في القطب الشمالي، حيث تتقاطع المصالح الاقتصادية والعسكرية للطرفين.
لندن – اليوم ميديا