تركيا على حافة الحرب: الأكراد وسيناريو وحدة سوريا

تدرس تركيا كل السيناريوهات الممكنة لدمج القوات الكردية ضمن الدولة السورية الموحدة، بعد اشتباكات دامية اندلعت في محافظة حلب بين المقاتلين الأكراد والقوات الموالية للحكومة الانتقالية السورية، عقب الانتخابات البرلمانية التي استُبعدت منها المناطق الكردية.
في 8 أكتوبر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض أي خطوات تتجاهل مبدأ وحدة الأراضي السورية، مشددًا على أن أنقرة ترى في الحكم الذاتي الكردي تهديدًا مباشرًا لوحدة أراضيها، خصوصًا مع وجود الأكراد الذين يشكلون ربع سكان تركيا.
حساسية تركية قصوى تجاه القوات الكردية
مع انتهاء المهلة المحددة لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الحكومة المركزية السورية هذا العام، تُظهر تركيا استعدادها لدعم الحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، سواء عبر الضغط السياسي أو الخيار العسكري الكامل، لضمان وحدة الأراضي السورية.
مصادر في وزارة الدفاع التركية أكدت أن أنقرة مستعدة لإجبار القوات الكردية على الاندماج، وهو ما يعكس حساسية تركية مفرطة تجاه أي خطوات قد تقوّض سيطرتها ونفوذها في سوريا.
سيناريوهات محتملة: دعم عسكري كامل أو ضغط سياسي
تركيا تدرس تقديم دعم عسكري كامل للحكومة الانتقالية السورية لاستعادة السيطرة على كل الأراضي، مع السعي لضمان توحيد الجيش السوري واندماج القوات الكردية في بنية الدولة المركزية، في خطوة قد تُعيد رسم موازين القوى في سوريا.
تلك التحركات تعكس مزيجًا من الضغط العسكري والسياسي، وتؤكد أن أنقرة لن تتسامح مع أي خطوة تهدد وحدة سوريا، أو قد تشجع الحكم الذاتي الكردي على حدودها.
تركيا تواجه لحظة حاسمة في سوريا: بين الضغط السياسي، الدعم العسكري، وإجبار القوات الكردية على الاندماج، وبين الحفاظ على مصالحها القومية ووحدة الأراضي السورية، لتظل أنقرة اللاعب الأساسي في المشهد السوري المتقلب.
لندن – اليوم ميديا